خلاف في الأزهر حول تحريم «القهوة»
انقسم شيوخ الأزهر بين مؤيد ومعارض حول مشروب القهوة، ذلك المشروب المصنوع من البن، والذي انتقل إلى مصر من بلاد اليمن في القرن السادس عشر الميلادي، حيث نقل وقتها عن طريق البحر إلى السويس، ومنه إلى العاصمة في مصر.
وكما نشرت مجلة التحرير عام 1953، فإن المجتمع المصري لم يتقبل هذا المشروب إلا بعد جدال عنيف بين العلماء، فمنهم من أفتى بتحريمه ومنهم من أجاز شربه.
وذلك حين أفتى الشيخ علي أحمد السنباطي أوائل القرن الثامن عشر بتحريم شربه، قامت ردود فعل سلبية عليه، فهاجم رئيس الشرطة مستهلكي القهوة وحبس بعضهم، كما هاجم الأهالي بعض المقاهي وقاموا بتحطيمها والاعتداء على روادها.
لكن جاء القاضي الحنفي محيي الدين بن إلياس، وأفتى بجواز شربها، فأصبح لدى الأهالي حكمان متضاربان، أحدهما يحرم شرب القهوة والآخر يبيحها.
تشكلت لجنة من المتخصصين لبيان فوائدها، وفرضت القهوة بعد ذلك نفسها كمشروب يساعد على النشاط والسهر، وأصبح البن يرد علانية من اليمن إلى مصر.
وقدمت القهوة أول ما قدمت بالمقاهي في شهر رمضان، وسميت محال بيع مشروبها بـ"خان البن".