رئيس التحرير
عصام كامل

طائرة باريس وعلاقتنا مع فرنسا


من حقنا أن نندهش ونتعجب من تلك الازدواجية التي يتعامل بها البعض منا، بل ونستنكرها بأقوى وأشد الألفاظ، وهي الازدواجية التي بدت بشكل صارخ في تعاملهم معنا بعد سقوط الطائرة الروسية فوق شرم الشيخ، وسقوط الطائرة المصرية فوق البحر المتوسط، فعندما سقطت الطائرة الروسية سارع هؤلاء قبل من يعنهم الأمر، وهم الروس والمصريون، بإعلان أن الطائرة سقطت بعد تفجيرها بعمل إرهابي، وأعلنوا سحب سائحيهم من شرم الشيخ ووقف رحلات شركات الطيران التابعة لها للمدينة المصرية الساحرة.


أما عندما سقطت الطائرة المصرية ارتدى هؤلاء ثوب الحكمة وطالبوا بالتمهل في تحديد أسباب سقوطها، ولم يتحدث أحد عن سحب سائحيه من باريس التي أقلعت من مطارها الرئيسي الطائرة المصرية، أو وقف رحلات الطيران لها، إنها ازدواجية فجة وصارخة من حقنا أن نندهش منها أو نستنكرها.

ولكن حذار أن تتحدث بطريقة تسيء لعلاقتنا الطيبة القوية مع الفرنسيين، وهي العلاقات التي سمحت لنا بإبرام تعاقدات سلاح مع الفرنسيين على غير رغبة أمريكا، وتتيح فرصًا أمامنا لقيام مستثمرين فرنسيين بمشروعات في منطقة قناة السويس.

فلنستنكر ما نشاء دون الإساءة لتلك العلاقة.. وهذا لا يعني التفريط في حقنا الأساسي في الوصول إلى حقيقة وأسباب سقوط طائرتنا، ولنتصرف مثلما تصرف الروس معنا، أصروا على معرفة حقيقة وأسباب سقوط طائرتهم وفي الوقت ذاته حافظوا على علاقتهم معنا، والتي توجت بالفعل إلى اتفاق على إقامة أول محطة نووية لإنتاج الكهرباء في الضبعة لنا، وأرجو أن نستفيد من درس مقتل الشاب الإيطالي ريجيني حينما أساء البعض منا لغرض في نفس يعقوب لعلاقتنا مع إيطاليا.
الجريدة الرسمية