رئيس التحرير
عصام كامل

جمعة رد الكرامة


كل ما يمكن قوله عن هذه الجمعة الماضية وكيف حمل عنوانها معنى رد الكرامة يعرفه رئيس البلاد، وتعرفه جماعة الإخوان المسلمين وحزبها وكل قياداتها، ولا معنى لإعادته عليهم. لقد سبقها الاعتداء الأثيم على الصحفيين والمصورين وبعض الناشطين السياسيين وأولهم الناشط والشاعر أحمد دومة، الذى كان تعليقه على ما جرى له من إصابة فى أنفه "دا أنا فرحى بعد يومين منكم لله" وكذلك الاعتداء البشع بصفع السيدة المحترمة التى تعرفها ميادين الثورة أكثر مما تعرف أى إخوانى منذ يناير عام 2011. السيدة ميرفت موسى.


الصفعة التى أصابتنا جميعا ونحن نرى أحد البلطجية أمام مكتب الإرشاد بالمقطم يصفعها فيلقى بها أرضا لمجرد أنها تلومه على ضرب الناشطين والصحفيين والفنانين الشباب الذين ذهبوا يسجلون اعتراضاتهم على سياسة النظام الإخوانى رسوما وتعليقات على الأرض، كان يمكن محوها بعد انصرافهم فى المساء. يوم وراء يوم وساعة وراء ساعة ولا أحد من النظام الحاكم استنكر العدوان البشع على أى أحد. بل وظهر بعضهم يقول بفخر أن أى شخص يقترب من مقر الإخوان يضر  بالجزمة رجلا أو سيدة !!

هكذا دون أى اعتبار للناس أو للإنسانية. ترى ما الذى يجعل النظام لا يبالى بهذا كله؟ طبعا هو لا يبالى إلا بجماعته وعشيرته. صار هذا معروفا من زمان. وطبعا هو يراهن على الوقت وإضعاف الثورة. وبدلا من الاعتراف بأى خطأ بدأت تظهر كلمات على صفحات قيادات النظام على الفيس بوك وتويتر أننا لن نسكت وسنحول مصر إلى سوريا. هكذا ! بل سنستدعى قواتنا ونحاصر الحدود. أى قوات واى حدود. قوات حماس أم إسرائيل؟.

والأطرف هو قول أحدهم أن الاعتداء على مقر الإخوان بالمقطم مثل الاعتداء على الحرم المكى. الله أكبر. وكلام أهطل لم تعرفه مصر من قبل. لكن كان للثوار رأى آخر. هو الاحتشاد لجمعة رد الكرامة التى تخوف البعض منها. عادة من الكبار. ولم يتخوف الشباب كالعادة. ورأيتم ما جرى فها وكيف تم تبادل العنف لأول مرة من ناحية الثوار الذين لم يعد أمامهم إلا الدفاع عن أنفسهم وهم يأخذون طريقهم فى سلام إلى المقطم فيتم محاصرتهم وإلقاء الحجارة والمولوتوف عليهم والخرطوش وغيره.

حشد الإخوان بالليل أربعة آلاف أو أكثر انتظارا لشباب الثورة بينما كان الأسهل الاعتراف بالخطأ وتحويل المعتدين منهم على الصحفيين والنشطاء الأحد الأسبق إلى النيابة مثلا. اختار الإخوان المواجهة غير السلمية ظنا منهم أنهم سيلقنون الثوار درسا ونسيوا ما فعلوه عند الاتحادية حين جاءوا من كل البلاد بالآلاف للاعتداء على عشرات من المعتصمين. تصوروا أن الذاهبين لرد الكرامة سيكونون بالعشرات. هكذا يحلمون أن تنتهى الثورة.

وهكذا يرون حلمهم واقعا. والحقيقة غير ذلك على الأرض التى لا يرونها. أصيب الكثيرون من الطرفين. وأصيب من الإخوان الكثيرون وتعرضوا للضرب المبرح. وأصيب المحامى العظيم والثائر الحق خالد على إصابة كبيرة وهو يحاول حماية أحد الإخوان من الضرب. لاحظ ذلك. وأصيب الدكتور حازم عبد العظيم وهو يقف بعيدا بالحجارة وغيرهما وغيرهم، لكن أصيب من الإخوان أكثر وعرفوا أن ما فعلوه لن يمر بسهولة. هل عرفوا حقا. لا أظن.

سيستمرون على غيهم وعلى عماهم الروحى عن أحوال البلاد، لقد انشغل الرئيس بصلاة الجمعة وسط رجال الجيش وهو يعرف أنه بعد الصلاة ستشتعل الأرض فى المقطم. وانشغل المرشد بالصلاة أيضا وهو يعرف أن حول مقره ستكون جثث وضحايا. كيف بالله عليكم سيقبل الله صلاة من يدخل بالبلاد إلى نفق الحرب الأهلية التى بدأت يوم جمعة رد الكرامة. وهل سيدرك الإخوان المتأسلمين الآن أن كل الطرق مسدودة للاستيلاء على الوطن، لا أظن. سيستمرون حتى تخرب بلادنا التى لا تعنيهم فى شيء متصورين أنها ستكون لهم طيعة دون شعب ولا تاريخ. فقط بأهلهم وعشيرتهم. وهو ما لن يحدث.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com
الجريدة الرسمية