انقسام بلا رجعة
يمر الوطن فى أوقات معينة بحالة لا تجعله قادراً على السير نحـو الأمام، ونحن وصلنا إلى هذه الحالة بأسرع الطرق والفضل كل الفضل يرجع إلى الاحتقان الزائد الذى نشب بين الشباب المعارض والآخر المؤيد بقوة، خاصة بعد أن أيقن الشباب أن الإخوان يسعون للسلطة فقط.
وكان لهذا الاحتقان أثره الكبير، فجميعنا شاهد ما حدث للنشطاء من ضرب عندما ذهبوا لإفراغ غضبهم على الإخوان فى المقطم، ويرجع السبب فى ذهابهم إلى هناك أنهم يؤمنون بأن مبنى الإرشاد هو رمز السلطة فى مصر وليس الرئيس "مرسى" ولم يقتصر الضرب عليهم بل طال الصحفيين الآخرين، وقرر حينها الشباب النزول للتظاهر أمام المقر بالمقطم فى جمعة تحمل اسم "رد الكرامة" للرد على تصرفات شباب الإخوان حتى يعلموا أن أى محاولة للاعتداء على الشباب لن يتم السكوت عليها.
وكعادة كل التظاهرات لا نشاهد الشخصيات البارزة من السياسيين لا يقفون مع الشباب حتى تنتهى التظاهرات نحن فى نظركم وقود حى لابد أن يتم الاستفادة منه حتى تحققوا أهدافكم كما أنكم تعلمون أن تظاهرات مثل هذه بدايتها شعارات ونهايتها مأساوية.
هذا ما حدث بالفعل بدأ الشباب فى ترديد شعارتهم ثم انتقلنا إلى مرحلة العنف المبرر ضرب من الطرفين كل منهما يرى أن ما فعله هو الصحيح بجانب أنهم جميعا يملكون فديوهات تؤكد صحة كلامهم بجانب حالة التخوين السائدة يخون؛ والمحصلة اعتداءات وحشية مبررة كل هذا تحت شعار "فلتذهبوا إلى الجحيم أيها الفاسدون"، وكل منهما يرى الآخر هو الفاسد.
والنتيجة الحقيقية التى يعرفها كثير من هذا الشعب ولا يتم ذكرها بطريقة مباشرة أننا أصبحنا فى حالة انقسام بلا رجعة، لا وطن يجمعنا ولا ثورة هى مبدأنا الطرفين يريدان أن يتخلصا من بعضهم نسينا حق الشهداء وأن هناك رموز النظام وأصحاب المصالح وبدأنا فى صراع مع بعضنا البعض.
وأنا لن أحمل المسئولية كاملة للشباب الغاضب بل يتحملها رئيس الجمهورية ولا تقول لى إنه غير مسئول هو رئيس هذه البلد كل قطرة دم يسأل عنها، كما ألوم المرشد العام للإخوان لأنه يترك أتباعه يفعلون ما يشاءون وألوم الشخصيات السياسية البارزة التى يطلق عليها رموز الوطن.
عندما تأتى أزمات حقيقية لا نشاهدكم على الشاشات، بل إننا لا نشاهدكم تقفون مع هذا الشباب الغاضب ولو لساعات قليلة، فقط بيانات ولقاءات وأين أنتم من الشارع لا وجود لكم؛ كثير من الشباب يدفع الثمن لأنه مؤمن بأفكاركم ثم تبدأون بالدفاع عن هؤلاء الشباب بعد أن يتم تمزيقهم وتحطيم أحلامهم.
لقد أصبحت حياه المواطن رخيصة فى نظر الجميع، لم نعد نخاف على بعضنا البعض كل يتمنى الشر للآخر، بل إن هناك من يدعو للهجوم والآخر يدعو للهجوم المضاد بالرغم من إمكانية إدراك الموقف قبل أن يشتغل بإصدار تعليمات من المرشد لأتباعه بالصمت قليلا لأنهم من فى السلطة ولابد أن يتحملوا، السلطة ليست سهلة كما تعتدقون، مات المبدأ وماتت أخلاق الثورة كل ما تبقى لدى المواطن الثائر وطن سوف يأخذنا جميعا إلى الجحيم.
Lovers.fares@yahoo.com