بالفيديو والصور.. «تيودور هرتزل» أبو الصهيونية العالمية.. «بروفايل»
لم يعرف حرفًا من الأبجدية العبرية، ولم تطأ قدمه أرض فلسطين، إلا أنه مؤسس الحركة الصهيونية، ويُطلق عليه «أبو الصهيونية العالمية»، إنه «تيودور هرتزل» واضع البذرة الشيطانية للكيان الصهيوني، وصاحب فكرة إقامة وطن قومي لليهود، وهي الفكرة التي جلبت كل المصائب التي يعاني منها العرب اليوم.
ولد "هرتزل" في مدينة "بوست" التي اتحدت مع "بودا" في عام 1872 لتكون عاصمة هنجاريا «المجر» بودابست، وقد أطلق عليه والده اسم بنيامين زيف، وقد كانت عائلته من الطبقة المتوسطة التي اتخذت من العادات والتقاليد الإصلاحية اليهودية نمطًا لحياتها.
كما كانت عائلته من وسط أوروبا من أصل شرقي من ناحية والده، وكان جده لأبيه أرثوذكسيًا بمعنى الكلمة، وعندما توفي الجد كان هرتزل في التاسعة عشرة من عمره، وقد أثر الجد في حياة حفيده تأثيرًا غير مباشر.
لم يكمل تعليمه
التحق ثيودور بإحدى المدارس اليهودية، لكنه لم يكمل تعليمه بها، وبعد ذلك التحق بمدرسة ثانوية فنية، ثم بالكلية الإنجيلية حتى عام 1878، وأكمل دراسته الجامعية بجامعة فيينا حيث حصل على الدكتوراه في القانون الروماني.
في الثامنة من عمره سجله والده عضوًا في جمعية يهودية، وكان من عادة اليهود تسجيل أبنائهم في هذه الجمعية في سن مبكرة حتى يصبحوا أعضاء عاملين فيها.
كان هرتزل متأثرًا جدًا بفكرة المسيح المنتظر، كما كان مثله الأعلى في التقدم العلمي «فردناند دليسبس»، الذي حفر قناة السويس.
هرتزل اشتغل أيضًا بالصحافة حيث عمل في باريس مراسلًا للصحيفة الفيينية المهمة آنذاك نويه فرايه براسه (Neue Freie Presse) من 1891 إلى 1896، هنا بدأت تتشكل أفكار هرتزل الصهيونية. وأصبح هرتزل، اليهودي المندمج، يفكر في المشكلة اليهودية وفي ضرورة إيجاد حل غير الاندماج والانصهار في مجتمعات أوروبا الشرقية والغربية، فالتيار المعادي للسامية ورغبة اليهود في إثبات وجودهم كشعب، كما يرى هرتزل، يدعوان إلى البحث عن بديل.
كتاب «دولة اليهود»
وأصدر في تلك الفترة كتابه الشهير «دولة اليهود.. محاولة لحل عصري للمسألة اليهودية»، وخلاصة الكتاب أنه مادام بقي اليهود في أوروبا الرأسمالية فإنهم سيتعرضون للاضطهاد المستمر بسبب منافستهم الاقتصادية لأوروبا، والحل الأمثل كما يتصور هرتزل هو إقامة دولة لهم في فلسطين.
«لا ترتكبوا أخطاء حمقاء بعد أن أموت» كانت هذه وصية تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية التي ولدت في رحمها "إسرائيل" إذ كان على فراش الاحتضار في عام 1904.
مؤتمر بازل
وقد أثر هذا الكتاب تأثيرًا بالغًا في اليهود الشرقيين حتى إنهم كانوا ينظرون إلى هرتزل على أنه المسيح المنتظر، إلا أنه لم يؤثر في يهود الغرب، وكان الكتاب بداية الحركة الصهيونية السياسية، وقد أخذ هرتزل بعدها في توحيد كلمة اليهود وجمع التبرعات لتحقيق أهدافه وآرائه التي جاءت بالكتاب، وقد استطاع عقد مؤتمر صهيوني، وذلك في بازل بسويسرا عام 1897، ذلك المؤتمر الذي قال عنه هرتزل: "لو أنني أردت أن ألخص أعمال هذا المؤتمر في كلمة، وسأحرص على ألا تُنشر هذه الكلمة، فإنها ستكون كما يلي: في بازل كُونت أو أُسست الدولة اليهودية".
وفي هذا المؤتمر انتخب رئيسًا للمؤتمر وللجمعية الصهيونية، وتم تصميم العلم واختيار النشيد الوطني لليهود.
سعى هرتزل إلى أخذ تأييد من إحدى الدول الكبرى لمشروعه حتى يضمن إقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين، وفي سبيل ذلك استطاع هرتزل أن يقابل القيصر الألماني مرتين وعرض عليه القضية اليهودية ووجهة نظره فيها، وأظهر له القيصر الألماني التأييد، لكنه لم يعطه الوعد الذي كان يريده.
قابل هرتزل السلطان عبد الحميد الثاني حاكم فلسطين آنذاك للحصول على قطعة أرض لليهود في فلسطين مقابل إغراءات مادية وسياسية، لكن السلطان رفض هذا العرض بشدة لأنه كان يعلم الأهداف الخفية وراء ذلك.
بعد ذلك توجه هرتزل دون يأس إلى الفاتيكان يريد منها تأييدًا لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ولكن البابا لم يعطه هذا التأييد، ورفض طلب هرتزل رفضًا باتًا.
أوغندا وطن لليهود
المفاجأة أن فلسطين في البداية لم تكن في حسبان هتلر؛ إذ استطاع هرتزل أن يحصل من الحكومة البريطانية على موافقة رسمية تسمح لليهود باستيطان أوغندا، وكان من رأي هرتزل أن يسكن اليهود أوغندا كوطن مؤقت لتفادي الاضطهاد في أوروبا، ولكن اليهود رفضوا، فحاول استعادة مزاعم الأراضي المقدسة في فلسطين كذريعة للوصول إلى الأراضي الفلسطينية.
مات هرتزل عام 1904، وحقق اليهود أمنيته بنقل رفاته إلى فلسطين عام 1949م.