رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلام وطائرة باريس


رغم الحزن الذي يعتصر القلب بعد صدمة اختفاء طائرة مصر للطيران القادمة من العاصمة الفرنسية باريس، خاصة وأن بلدانا تكاد لا تخلو من الصدمات المتتالية، فإنه يتعين الإشادة بتعامل الإعلام مع هذا الحادث منذ اللحظة الأولى لإذاعة خبر اختفاء هذه الطائرة..خاصة أن تعامل الإعلام في أغلبه كان تعاملا يتسم بالنضج وأعلي درجات المسئولية.. لم يقع معظم الإعلاميين والصحفيين في ذات الأخطاء التي كنا نشكو منها مع كل حادث جلل نتعرض له..


لم يرددوا الشائعات أو يروجوا للأخبار مجهولة المصدر أو ينشروا التكهنات.. بل العكس تماما التزموا بالموضوعية والقواعد الأساسية للمهنية، واتسموا بالحس الوطني العالي في هذه الكارثة، حرصا على مشاعر أهالي وأسر ركاب الطائرة، ومصالح الوطن ابتداء من مصلحة الشركة الوطنية للطيران، وحتى مصلحة اقتصاده وأمنه وهيبته أيضا.

لذلك فإن إعلامنا في هذه الكارثة- وحتى كتابة هذه السطور قبل منتصف نهار اليوم وبعد عدة ساعات من اختفاء الطائرة - يستحق أن نوجه له الشكر والتحية والإشادة بأدائه، ونتمني أن يواصل ذلك في الساعات والأيام القادمة.. بل نتمني أن يكون تعامل إعلامنا في هذه الكارثة نموذجا لتعامله ليس فقط في الكوارث والحوادث الجلل، وإنما في كل الأحداث والموضوعات.. بذلك سوف يسترد إعلامنا الكثير مما فقده بسبب تجاوزه الموضوعية فخاصمته الأسس المهنية في الفترة الماضية.
الجريدة الرسمية