كامل زهيري يكتب: التابعي منقذ الصحافة

 في كتاب «صعاليك الزمن الجميل» تأليف الصحفي يوسف الشريف، كتب الصحفي كامل زهيري في مقدمته مقالًا عن فضل محمد التابعي على الصحافة بعنوان «التابعي منقذ الصحافة» يقول فيه:

 محمد التابعي ولد في مايو 1896 وتوفي في ديسمبر 1976، هو الجد الأكبر للصحافة الحديثة، وقد بدأ من مجلة روز اليوسف الجديدة، واستطاع بموهبة وذكاء أن ينقذ فن الصحافة من السجع والمحسنات اللفظية وأدوات التجميل، وأن يخلصها من طنين المبالغة واصطناع البلاغة.

 وبهذا التجديد الجريء استطاع محمد التابعي أن يتواصل مع القارئ المصري الجديد، أي المواطن.

 وآية الفن الصحفي أن يتواصل الكاتب مع قارئه، وأن يعبر عن أفكاره مهما كانت صعبة أو معقدة بعبارات سهلة ومباشرة وبسيطة مسبوكة ومحبوكة، ولابد للأخبار كذلك من أسرار ومن أفكار حتى تصل رسالة الكاتب إلى عقل القارئ وقلبه معًا.

 ولم تكن مصادفة بعد ذلك أن تزدهر هذه المدرسة الصحفية الرائدة، وأن تتفرع منها مدرستان قويتان كما تفرع النيل الخالد إلى فرعين فكانت الدلتا الخصبة، وهذان الفرعان هما مدرسة الرأي ومدرسة الخبر.

 الأولى "الرأي" قادها في روز اليوسف بشغف وحب وإبداع أستاذنا إحسان عبد القدوس بمقالاته ورواياته، والثانية "مدرسة الخبر" قادها في أخبار اليوم تلميذا محمد التابعي أيضا الكاتبان التوأمان المجددان مصطفى وعلي أمين.