رئيس التحرير
عصام كامل

خلينا في البطاطس والماشروم السحرى!


سوف نتكلم اليوم عن البطاطس لا عن السياسة. عن الماشروم لا عن الإخوان والخونة. حيث إن مصر بدأت تفوق، وترفع رأسها، وتمد عنقها، في محيطها العربى والإقليمى، وتطرح المبادرات، وتعلن عن سلام أكثر حرارة مع إسرائيل لو توصلت الأخيرة لتسوية وحل للقضية الفلسطينية من خلال مباحثات سلام دعت إليها فرنسا وأيدتها مصر، وامتعضت إزاءها واشنطن ورفضتها إسرائيل. لكن حين جاءت الدعوة من مصر سارع نتنياهو وأعلن موافقته على المبادرة المصرية، بل إنه أبدى إعجابه بالزعيم المصرى وزعامته وصفقت أمريكا وألمانيا لمصر.


من حقنا اذن إزاء النجاح المتسارع لمصر داخليا وخارجيا رغم الحرائق وعواء الخونة وعويل الارهابيين، أن نتحدث في البطاطس وفى عش الغراب الشهير بالماشروم، تعرفه الأسرة المصرية المتوسطة، ولا تعرفه جموع كثيرة !

عن النباتين أو الطعامين نشرت مجلات علمية وطبية متخصصة خبرين متناقضين. خبر سيئ. وخبر سعيد. الأول متعلق بالبطاطس، فقد انتهت دراسة موسعة نشرت نتائجها صحيفة الإندبندنت الإلكترونية البريطانية نقلا عن المجلة الطبية البريطانية BMJ (استمرت لأكثر من عشرين عاما في بريطانيا وفى الولايات المتحدة) إلى أن البطاطس ترفع ضغط الدم، وبالعبارة العلمية الأدق تزيد من مخاطر الإصابة بضغط الدم المرتفع، وستقع هذه الإصابة لو أكلتها مسلوقة أو مقلية أو مهروسة أوحتى شيبسى.

يمكن أن تنجو لو أكلتها مقرمشة لمرة واحدة في الأسبوع، لكن الأخطر هو ارتباطها بالإصابة المؤكدة بمرض السكر لو كانت المرأة الحامل تتناولها ٤ مرات في الأسبوع.

والتفسير العلمى للإصابة بالسكر أو الضغط هو احتواء المادة النشوية في البطاطس على عنصر يطلق الطاقة بسرعة، وبالتالى يرفع من سكر الدم بشكل أسرع !

يمكن التقليل من احتمالات الإصابة لو أكلنا خضراوات ونباتات غير نشوية !

بعد أن قرأت الخبر حزنت جدا، لأننى اعشق البطاطس المسلوقة والتي أحمرها منفوشة بعد السلق، لأنها تذكرنى بعمايل أمى الله يرحمها، وحين ألتهمها مقرمشة بعد السلق أستعيد ذكريات حلوة معها رحمها الله. وحزنت أيضا لأن حفيدى مولع بها، وهى بالنسبة له أغلى واأوع مكافأة يمكنه أن يحصل عليها !

عموما البطاطس موضع اتهام منذ أكثر من عقد من الزمان.. حين اتهمت بإصابة الناس بالسرطان لو تم تحميرها "جامد"!

ولا أحد يعرف نوع الاتهام التالى، والظاهر أن البطاطس صارت ملطشة العلماء... ومراكز الأبحاث، وطول عمرنا نأكلها ولا ارتفع منا ضغط ولا ضرب الحوامل منا سكر، إنما الضغط والسكر من عمل الغيظ والاحتقان والخوف والزوجية والمالية والإرهابية..

خففوا إذن واعتدلوا.

أما الخبر الجيد السار فأهديه من صحيفة نيورك تايمز الأمريكية إلى السادة سكان كوكب الاكتئاب، وانا مواطن مؤسس فيه، وبامتياز، فقد تبين أن عش الغراب، أو الماشروم السحري منه بالذات، يستطيع إلحاق الهزيمة الكاملة بجيش السحب الركامى الذي يغلف نفوس ضحايا المرض النفسى الذي يجتاحنا جميعا منذ خمس سنوات! لكن أي نوع من الفطر أو عش الغراب أو الماشروم؟!

هو نوع معروف في الغرب بالماجيك ماشروم، يحتوى على مادة مهلوسة، ظلت محظورة لسنوات طويلة حتى أتيح استخدامها أخيرا لأغراض علاجية، وبالذات لأصحاب حالات الاكتئاب الحاد، لقدرتها على علاج الحزين المقبوض المخنوق المفكر في الانتحار، وإخراجه من الشرنقة إلى العالم الرحيب.

بالطبع لن تجد الفطر السحرى عندنا، لكن الأطباء في الغرب "الكافر" سيوفرون مادته العلاجية في أدوية لكى تشفى المؤمنين المكتئبين من مسلمى الشرق الأوسط.

ألا يوجد فطر يشفى من حالة الهطل العام في شوارعنا ومكاتبنا وضمائرنا؟!

كلوا بطاطس وحلوا بالماشروم، وادخلوا حلزونة العبث العام.. واضحكوا من قلوبكم على ناس تمسك مستميتة ومستشهدة في سبيل الحفاظ على سلامة العمود الأخير في العمارة أن يقع البيت على رأس السكان، وفيه ناس جبانة خائنة تحطم سواعدهم وأذرعهم، في خدمة العدو.
لم استطع الهروب من السياسة، فقد دخلت عليها البطاطس بضراوة.
الجريدة الرسمية