نعم.. هناك مؤامرة !!
الرئيس السيسي يدرك جيدا حجم التحديات والمؤامرات التي تواجه مصر داخليا وخارجيا، ولا يترك أي مناسبة إلا ويتحدث عن أهل الشر الذين لا يريدون لمصر الاستقرار، ولا يرون إلا السلبيات ويتجاهلون الإيجابيات لزرع الإحباط في نفوس المصريين، وأنا شخصيا أثق في كلام الرئيس وأصدقه أن هناك مؤامرة على مصر..
إذا كانت المؤامرة خارجية فلابد لها من منفذين في الداخل سواء بقصد مثل جماعة الإخوان وأنصارها أو بحسن نية مثل المستفيدين من تدهور الأوضاع والمتاجرين بمصالح الوطن، لتحقيق مكاسب مادية أو بجهل مثل القرارات الخاطئة أو حتى الصحيحة ولكن في التوقيت الخاطئ..
النوع الأول وهم الذي يتآمرون على مصر بسوء نية من أعضاء الجماعة الإرهابية وأنصارها هم معروفون لدى الجميع، الأجهزة الأمنية والمواطنين، ولذلك أصبحت مواجهتهم سهلة وتأثيرهم ضعيفا، المشكلة الأخطر في النوعين الآخرين لأنهم يتظاهرون بخدمة الوطن وهم يدمرونه بحسن نية أو بجهل لتحقيق مكاسب شخصية، وهم يلعبون على الوتر الاقتصادي لأن مصر التي لم ولن يفلح معها الحل العسكري أصبح التركيع الاقتصادي هو الحل..
والأمور تسير في هذا الاتجاه ولذلك وجب علينا أن نحذر من سوء الوضع الاقتصادي والقرارات المتعلقة به لأنه سلاح المتآمرين على مصر داخليا وخارجيا، الجميع يعلم أن البلاد حاليا في ظروف اقتصادية غاية في الصعوبة بدءا من عجز في ميزان المدفوعات، وتراجع في قيمة الجنيه، وزيادة الدين الداخلي والخارجي، ومع ذلك وحتى كتابة هذه السطور لا توجد رؤية واضحة لمواجهة هذه الأزمات بل السياسة الاقتصادية مازالت تصب في صالح تعقيد الأزمة وليس حلها..
فحينما نكون أكبر دولة في العالم تستورد قمحا وحينما يقوم الفلاح المصري بزراعته ثم يطفح الدم في توريده هل نتوقع من الفلاح زراعته مرة أخرى؟ وهل الحكومة عاجزة عن تدبير الموارد المالية والصوامع للقمح المصري؟ وتفعل ذلك للمستورد؟ ما الهدف إذن من ذلك؟ ولمصلحة من؟ هل هناك جهل أم تعمد ؟
إذن هي مؤامرة على البلد والرئيس؟
قضية أخرى وهي الإفراط في الاقتراض بشكل هستيري رغم أن الرئيس السيسي حذر من ذلك وطالب الحكومة بالابتعاد عن القروض وعدم اللجوء إليها إلا للضرورة القصوى والاعتماد على الاستثمار، ولكن حجم المشروعات التي تتم بالقروض مخيف والاستمرار في ذلك قد يصل بنا إلى نتائج كارثية، ويصب في مصلحة المتآمرين على مصر، وأهل الشر في الداخل والخارج..
سيدي الرئيس:
إذا كانت هناك مؤامرة خارجية فالمنفذون لها في الداخل، والشعب كله سوف يقف خلفك ويدعمك إذا قررت القضاء على هؤلاء..
اللهم احفظ مصر وشعبها وارزق رئيسها البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتحضه عليه.