الأسباب والتفاصيل الكاملة لمبادرة السيسي للسلام!
ما من مره يتحدث السيسي عن فلسطين أو كامب ديفيد أو العدو الإسرائيلي إلا وتشتعل الصفحات إياها متربصة مترصدة بالرجل!
وقبل أن نجيب عن سؤال العنوان.. علينا أولا أن نعيد التذكير بالفرق بين مقال الرأي وبين التحليل السياسي..الأول رأي صاحبه، والثاني مقدمات ونتائج..الأول تختلط فيه العاطفة بالمنطق بل وحتى أحيانا بالانحيازات والمصالح ولكن الثاني لا يعرف إلا المنطق !
ونقول: قبل أكثر من عام وأشهر كان الرئيس السيسي في زيارة إلى فرنسا..وتحدث أيضا عن الحالة بين الفلسطينيين والعدو الإسرائيلي، ووقتها انقبلت الدنيا(وكأن على الرئيس السيسي ليرضي هؤلاء أن يهاجم إسرائيل ويعلن مقاطعتها ويعلن كراهيته للسلام، وهو يبذل في نفس الوقت جهدا كبيرا من أجل تغيير الصورة التي تسبب فيها الإخوان وأمريكا بعد 30 يونيو، بل ويطلب دعما فرنسيا إيطاليا ألمانيا يابانيا صينيا روسيا لمصر!!
الإخوان يتهمونه أنه قاتل ودموي ولا عهود له، وبعض المصريين يريدون إثبات التهمة ولا نعرف كيف يعمل أصحاب هذه الحناجر بالعمل السياسي أصلا !!)
ووقتها أيضا كتبنا وقلنا إن هناك في الطريق مبادرة فرنسية وإن بعض وسائل الإعلام تتهم مصر بعد رئاسة السيسي بأنها دولة لا تلتزم بالمعاهدات ولا القوانين الدولية، ولذلك كان لابد أن يظهر الرئيس السيسي مخاطبا الرأي العام الفرنسي والغربي بصورة معاكسة لما يروجونه !
بعد أشهر تحقق ما قلناه وظهرت المبادرة الفرنسية فعلا للنور.. وحملتها فرنسا للعالم بحماس لم يسبق له مثيل..إلى حد تهديد إسرائيل بأنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في حال فشل مبادرتها، وأنها تتحمل مسئولياتها الدولية والتاريخية باعتبارها دولة عضو بمجلس الأمن !
إلا أن إسرائيل رفضت المبادرة وهاجمت فرنسا و"فابيوس" وزير الخارجية الفرنسي وقتها، والذي لم يكن يتحدث منفردا، بل يعبر عن حكومته التي تتناغم مع الجمعية الوطنية الفرنسية -البرلمان- الذي دعا للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة حتى هدد سفير العدو الإسرائيلي في فرنسا، بأن فرنسا ستدفع الثمن، وبعدها بالفعل حدثت شارل ابدو ثم طال الإرهاب فرنسا كلها !
اليوم..أو أمس تحديدا أعلن الرئيس السيسي مبادرته، وقال-ونؤمن بصدقه-إنه لم يجهز شيئا ليقله، لكننا نؤمن أنه قرر أن يتكلم من أسيوط عن الموضوع، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها في افتتاحات محلية عن مسألة كتلك وذلك للأسباب التالية:
-قبل زيارة أسيوط بيوم واحد مرت الذكري الـ 68 لاحتلال فلسطين في 15 مايو 1948، والسيسي يؤمن بالرسائل بالإشارات، وكلنا نتذكر دعوته للجيش العربي المشترك، وكان ذلك في ذكري الوحدة بين مصر وسوريا !!
- قبل الزيارة بيوم أعلنت حماس عن محاولة من بعض عناصر حركة فتح لاغتيال الرئيس السيسي ومسئولين مصريين، فكانت المبادرة ليؤكد السيسي أن كلام حماس لا يغير من الموقف المصري من القضية الفلسطينية ولا من فتح، ولذلك حيا الرئيس أبو ماذن ليقول إن "الفتنة" الحمساوية لم تؤثر ولن تؤثر!
-خلال أيام ستصل حاملة الطائرات "جمال عبد الناصر" وهي فرنسية.. وبعدها دفعة جديدة من الرافال.. وهي فرنسية.. والرسالة: أي حملة ضد فرنسا بمنح مصر أسلحة هجوميهة لن تفلح، حيث مصر دولة داعية للسلام وتحترم معاهداتها !
-مصر على وشك التعاون مع إيطاليا وربما فرنسا في توجيه ضربات للإرهابيين في ليبيا، وهو تدخل ترفضه أمريكا، ومن هنا جاء الحديث مبكرا عن معارك مصر ضد الإرهاب، وفي نفس الوقت هي دولة داعية للسلام !
السؤال الآن: كيف ستتصرف إسرائيل؟ ستتصرف مثل كل مرة.. ستهتم وبعدها سترحب وبعدها ستبدي استعدادها ثم ترسل وفودا تليها وفود وهكذا لسنوات دون أن تتنازل عن شيء، بل ستدعو السيسي-كما أعلن منذ قليل-لزيارة إسرائيل لإعادة إلقاء كرة الإحراج المشتعلة إليه !!.. لكن ولا أحد سيجبرها على السلام الآن (حيث لن تجبرها إلا القوة في يوم من الأيام فهي لا تعرف إلا لغة القوة) لأنها الآن تبني المستعمرات، وأخرجت حماس من المعادلة بل وتعلن ضم الجولان (مصر الدولة التي استصدرت من مجلس الأمن قرارا برفض المسعي الصهيوني بالمناسبة)..
ولذلك أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله قبل أيام وبعد لقاء أبو مازن بوزير الخارجية الفرنسي "جان مارك أورولت" أن " أكثر من 22 وزيرا عربيا وأجنبيا سيجتمعون خلال الأسابيع المقبلة لبحث محاصرة إسرائيل من خلال المبادرة الفرنسية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن 242 و383 وغيرها من القرارات"!! بعد أن كاد العالم أن ينساها!
أين سيجتمعون ؟ في الغالب بالقاهرة سعادتك !!!
إنها السياسة وألاعيبها..
بعد أشهر تحقق ما قلناه وظهرت المبادرة الفرنسية فعلا للنور.. وحملتها فرنسا للعالم بحماس لم يسبق له مثيل..إلى حد تهديد إسرائيل بأنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في حال فشل مبادرتها، وأنها تتحمل مسئولياتها الدولية والتاريخية باعتبارها دولة عضو بمجلس الأمن !
إلا أن إسرائيل رفضت المبادرة وهاجمت فرنسا و"فابيوس" وزير الخارجية الفرنسي وقتها، والذي لم يكن يتحدث منفردا، بل يعبر عن حكومته التي تتناغم مع الجمعية الوطنية الفرنسية -البرلمان- الذي دعا للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة حتى هدد سفير العدو الإسرائيلي في فرنسا، بأن فرنسا ستدفع الثمن، وبعدها بالفعل حدثت شارل ابدو ثم طال الإرهاب فرنسا كلها !
اليوم..أو أمس تحديدا أعلن الرئيس السيسي مبادرته، وقال-ونؤمن بصدقه-إنه لم يجهز شيئا ليقله، لكننا نؤمن أنه قرر أن يتكلم من أسيوط عن الموضوع، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها في افتتاحات محلية عن مسألة كتلك وذلك للأسباب التالية:
-قبل زيارة أسيوط بيوم واحد مرت الذكري الـ 68 لاحتلال فلسطين في 15 مايو 1948، والسيسي يؤمن بالرسائل بالإشارات، وكلنا نتذكر دعوته للجيش العربي المشترك، وكان ذلك في ذكري الوحدة بين مصر وسوريا !!
- قبل الزيارة بيوم أعلنت حماس عن محاولة من بعض عناصر حركة فتح لاغتيال الرئيس السيسي ومسئولين مصريين، فكانت المبادرة ليؤكد السيسي أن كلام حماس لا يغير من الموقف المصري من القضية الفلسطينية ولا من فتح، ولذلك حيا الرئيس أبو ماذن ليقول إن "الفتنة" الحمساوية لم تؤثر ولن تؤثر!
-خلال أيام ستصل حاملة الطائرات "جمال عبد الناصر" وهي فرنسية.. وبعدها دفعة جديدة من الرافال.. وهي فرنسية.. والرسالة: أي حملة ضد فرنسا بمنح مصر أسلحة هجوميهة لن تفلح، حيث مصر دولة داعية للسلام وتحترم معاهداتها !
-مصر على وشك التعاون مع إيطاليا وربما فرنسا في توجيه ضربات للإرهابيين في ليبيا، وهو تدخل ترفضه أمريكا، ومن هنا جاء الحديث مبكرا عن معارك مصر ضد الإرهاب، وفي نفس الوقت هي دولة داعية للسلام !
السؤال الآن: كيف ستتصرف إسرائيل؟ ستتصرف مثل كل مرة.. ستهتم وبعدها سترحب وبعدها ستبدي استعدادها ثم ترسل وفودا تليها وفود وهكذا لسنوات دون أن تتنازل عن شيء، بل ستدعو السيسي-كما أعلن منذ قليل-لزيارة إسرائيل لإعادة إلقاء كرة الإحراج المشتعلة إليه !!.. لكن ولا أحد سيجبرها على السلام الآن (حيث لن تجبرها إلا القوة في يوم من الأيام فهي لا تعرف إلا لغة القوة) لأنها الآن تبني المستعمرات، وأخرجت حماس من المعادلة بل وتعلن ضم الجولان (مصر الدولة التي استصدرت من مجلس الأمن قرارا برفض المسعي الصهيوني بالمناسبة)..
ولذلك أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله قبل أيام وبعد لقاء أبو مازن بوزير الخارجية الفرنسي "جان مارك أورولت" أن " أكثر من 22 وزيرا عربيا وأجنبيا سيجتمعون خلال الأسابيع المقبلة لبحث محاصرة إسرائيل من خلال المبادرة الفرنسية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن 242 و383 وغيرها من القرارات"!! بعد أن كاد العالم أن ينساها!
أين سيجتمعون ؟ في الغالب بالقاهرة سعادتك !!!
إنها السياسة وألاعيبها..