رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 15


كم هو جميل أن نتكلم عن حقوق الإنسان التى وضعت أُسسها الحديثة فى الغرب. جميل أن يُدرب شبابنا فى صربيا أو فينا أو واشنجطون على احترام هذه الحقوق. جميل أن تُغرس فى وجدانهم هذه الوجدانيات المثالية، ولكن هل دربوهم هؤلاء الغربيين، لأنهم يؤمنون بها حقًا؟!


أهم ما يُميز تلك المؤسسات التى دربت هؤلاء الشباب أنها تعمل بتمويل حكومى رسمى. وهذا يعنى، أنها تعمل وفقا لسياسات الغرب، الذى لا يزال يشجُب الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية فقط، بينما يقف مُساندًا جيش الدفاع الإسرائيلى ضد الفلسطينين، ولكن سُبحان الله، فإن هؤلاء يهتمون للغاية بحقوق الإنسان فى مصر،.. أفلا تكبرون؟!

من أبشع المشاهد فى التاريخ، ما حدث من إلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناجزاكى، فى نهاية الحرب العالمية الثانية وقتل حوالى رًبع مليون إنسان، بتكلفة لم تزد عن وقود الطائرة التى ألقت بالقنبلتين، رغم أن اليابان كانت فى طريقها للاستسلام، ولم يكن ضربها بتلك الطريقة الوحشية، ضروريًا!!!

ولكن هل توقفت الولايات المتحدة والغرب عن انتهاك حقوق البشر، وهم من أطلقوا وثائق حقوق الإنسان فى العالم؟! لا ولكن هناك الكثيرين ممن لا يقرأون، ويصدقون تلك التمثيليات الكُبرى التى تدعى تطبيق "حقوق الإنسان"!!

لقد وقعت قصة شديدة الإجرام، فى مدينة طشقند، عاصمة أوزباكستان، بوسط آسيا فى العام 2002. فلقد عُين جريج موراى، سفيرًا بريطانيًا هناك فى 2002 ثم أُقيل من منصبه فى أكتوبر 2004، لأنه أفشى أسرار تعذيب "المُتهمين" بالإرهاب للعالم!!

فلقد استنكر الرجل، فى أكتوبر 2002، فى مؤتمر خاص بحقوق الإنسان فى منظمة "فريدوم هاوس" بطشقند، "سلق" المُتهمين بالإرهاب من حزب التحرير، فى أحواض كبيرة مُمتلئة بالمياه المغلية!!!

وعلى إثر شهادته تلك، استدعته وزارة الخارجية البريطانية، واتهمته بـ 18 تُهمة، من بينها أنه كان يُسهل جلب العاهرات الأوزبكيات لتوريدهم للعمل فى بريطانيا!!! إلا أن تلك التُهم سقطت مع الوقت، وظهر أنها كانت ضمن حملة تشويه سُمعة الرجل، لأنه قال ما لا يجب أن يخرج إلى العلن، مثلما شوهت "حملات الفوتوشوب المُزيفة" الكثيرين ممن هاجم تلك العورة التى لُقبت بـ"ثورة 25 يناير"!!

لقد كشف موراى عن تلك القصة، لأنه امتلك ضميرًا حيًا،.. إلا أن الكثير من القصص المُشابهة، تجرى كل يوم، منذ ذاك الوقت وقبله، مما لم يُكشف عنه لأن أبطالها ميتى الضمائر!!

إنه من الأعمال المُعتادة، إرسال ‘المُتهمين’ وليس الجُناة فقط، فيما يتعلق بالإرهاب، إلى أوزباكستان، ومثلها من الدول، لإجراء تحقيقات قاسية معهم وفى النهاية قتلهم بتلك الطرق الوحشية. بل وتشترك إسرائيل فى هذا الفعل، بأن تحمل المتهمين من الولايات المتحدة على متن طائرات شركة العال، لتنقلهم إلى أماكن التحقيق معهم فى تلك البلاد التى يكون بعضها ذى أغلبيات مُسلمة.


ولا يخفى على أحد، أن الولايات المتحدة وبريطانيا، من الدول التى تحرس على الحديث الدائم عن حقوق الإنسان، بل وتمتلك مُنظمات دولية ذائعة الصيت، تهدد دولنا، بالعقوبات فى حال إنتهاكنا حقوق الإنسان تلك.

إلا أنه كان مشهدًا لافتًا أن يطالب أوباما مبارك بالرحيل، بعد 18 يومًا مما قيل أنه ثورة، لم تكن إلا مؤامرة على مصر وحقوق الإنسان فيها، وإلا فلماذا لم يخرج علينا أوباما حتى اليوم ليقول نفس كلماته تلك لمرسى، وبعد مرور شهور، أهان فيها هذا الإخوانجى الخائن، المصريين وقتلهم من خلال جماعته وقد اعترف بأمره وزير داخليته بالعنف تجاه المُتظاهرين، وهى كلها أعمال لم يقُم بها مبارك؟!
وللحديث بقية..
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولًا دولة مدنية.

الجريدة الرسمية