وجاءكم كيري!
مجددًا يأتيكم السيد كيرى، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية.. يزورنا غدًا رغم أنه زارنا من قبل الشهر الماضى، ورغم أنه التقى وزير خارجيتنا سامح شكرى في واشنطن قبل أيام قليلة بدعوة منه، فإنه يبغى بزيارته للقاهرة أن يلتقى الرئيس السيسي.
هنا يجب أن نستنتج وجود أمر مهم يدعو كيرى لهذه الزيارة الجديدة للقاهرة يتجاوز الحرص على أن تظل العلاقات المصرية الأمريكية حيوية كما قال في تفسير أسباب وأهداف زيارته.
الأغلب أن وزير الخارجية الأمريكية يريد شيئا محددا منا عرضه على الرئيس السيسي، وربما يكون قد تناقش فيه مبدئيًا مع سامح شكرى، وزير خارجيتنا، عندما التقــاه قبل أيام قليلة في واشنطن.. فإن وزير الخارجية الأمريكى لا يقوم فقط بزيارات علاقات عامة وإنما زياراته -مثل أغلب وزراء الخارجية في العالم- لها أهداف محددة.
فماذا يريد كيري الآن منا، خاصة في هذا الوقت الذي ترأس فيه مصر مجلس الأمن خلال شهر مايـو، وأيضًا تحتاج فيه حكومة الوفاق الوطني الليبية لدعم وموافقة مجلس النواب الليبي، ويتقدم الجيش الليبى ويسيطر كل يوم على مزيد من الأرض ومصر تربطها علاقات طيبة بكل مجلس النواب الليبى والجيش الليبى الذي يقوده حفتر.
لقد قدمت واشنطن بالنسبة لنا السبت والأحد وهى تنتظر غالبًا أن نقدم لها الأربعاء والخميس.. فإن قرارها بشحن العربات المدرعة المقاومة للألغام ليس قرارًا روتينيًا الآن وإنما هو مقصود.. وقد عودتنا واشنطن على أنها تسعى للحصول على ثمن كل ما تقوم به.. لكننا الآن في مصر لا نسدد الفواتير لأحد.
