رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي والطبقة المتوسطة


المشروعات الثلاثة الأهم التي يتبنى تنفيذها الرئيس السيسي سوف يكون لها تأثير اجتماعي مهم في البلاد، بجانب تأثيرها الاقتصادي بالطبع.. وهذا التأثير سيركز أساسًا على تكوين المجتمع وتحديدًا على الطبقة المتوسطة في البلاد.


إنها مشروعات تعزز وجود ومكانة الطبقة المتوسطة في البلاد.. فعندما يتم توفير مساكن لكل طالبي السكن، والتخلص من العشوائيات السكينة الموجودة في البلاد، فهذا يسهم في حل واحدة من أهم وأخطر المشكلات التي يعاني منها أبناء الطبقة المتوسطة في مجتمعنا، وبالتالي سوف يتيح لهم ذلك حياة أفضل، فضلا عن توجيه قدر من دخولهم إلى توفير بعض احتياجاتهم الأخرى.

وعندما يتم السعي لزراعة مليون ونصف المليون فدان فهذا سوف يوفر فرص عمل جديدة تحقق دخلا مناسبًا لقطاع من أبناء الطبقة المتوسطة أيضًا.. بل إن ذلك سوف يسهم في حياة أفضل لهم نظرًا لأن النموذج الذي اتبع في الفرافرة وتقرر لا يقتصر على استصلاح أراضٍ وزراعتها فقط.. وإنما توفيــر مجتمعات سكانية جديدة تتوفر لها كل ما تحتاجه من خدمات تعليمية وصحية بل حتى الخدمات الترفيهية.

وذات الأمر ينطبق على مشروع الطرق.. نعم هذا المشروع سوف يفيد المستثمرين وسوف يشجع على الاستثمار، ولكنه أيضًا يفيد أبناء الطبقة المتوسطة الأكثر استخدامًا لهذه الطرق سواء في التنقل داخل كل مدينة أو بين مدينة أو أخرى.

إنها إذًا مشروعات تخفف الأعباء عن أبناء هذه الطبقة المتوسطة وتوفر لهم حياة أفضل، وتعالج بعض المشكلات التي يعانون منها من سنوات طويلة.. وهذا من شأنه أن يأخذ بيد أبناء هذه الطبقة للارتقاء بهم اجتماعيًا وحمايتهم من حالة الهبوط التي عانوا منها منذ عدة عقود مضت، والتي كانت تدفعهم للانضمام إلى زمرة الفقراء.

وإذا كانت الطبقة المتوسطة في أي مجتمع هي عماده وأساس نهضته السياسية والاقتصادية والثقافية فإن مساندة ودعم الطبقة المتوسطة المصرية يعني في نهاية المطاف دعمًا لعملية النهوض بالمجتمع المصري في شتى المجالات.

ويبقى القول: إن جهود السيسي في هذا الصدد لكي تحقق نتائج أكبر تحتاج اهتمامًا مركزًا ومستمرًا لتوفير الحماية لأبناء الطبقة المتوسطة من التضخم وارتفاع الأسعار الذي يلتهم جزءًا من دخولهم الحقيقية.. إننا بذلك نضمن صعودًا مستمرًا لمجتمعنا.
الجريدة الرسمية