رئيس التحرير
عصام كامل

«المدارس التجريبية بالجيزة».. صداع مستمر في رأس المسئولين.. ارتفاع أعداد الطلاب.. و«بيع الأماكن» سبوبة لقبول الطلاب.. 70% من المدارس غير مطابقة للشروط.. والتقديم عن طريق الإدارات ل

مديرية التربية والتعليم
مديرية التربية والتعليم بالجيزة

تسببت مرحلة التعليم ما قبل الابتدائي بمدارس التجريبي "الرسمية لغات"، في محافظة الجيزة، بالعديد من الأزمات، نتيجة الكثافات المرتفعة للطلاب المتقدمين للالتحاق بها، وتلاعب بعض مديري تلك المدارس، في كشوفات تسجيل الطلاب، وملفات القيد الخاصة بهم.


وحاولت قيادات مديرية التربية والتعليم بالجيزة، بدءا من وكيل وزارة التربية والتعليم، الدكتور على الألفي، مدير المديرية الأسبق، وبالتنسيق مع الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة الأسبق، التغلب على المشكلة التي تفاقمت، ووصلت إلى ذروتها، خلال هذه الأيام، مع تولي الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، والتي تعكف على وضع حزمة من الإجراءات لمواجهتها.

مخالفة القانون

وتمثل مدارس التجريبي، صداعا في رأس المسئولين عن العملية التعليمية بالمحافظة، والمحافظين أنفسهم على اختلافهم، بعدما ظهرت العديد من المشكلات، بهذا النوع من المدارس، والتي تنص اللوائح والقوانين المنظمة لها، على ألا تزيد كثافة الفصل بها عن 36 طالبا بالإضافة إلى نسبة 10%، التي يقرها القانون، على الزيادة عن هذا العدد، بتعليمات من المحافظ، إلا أن الكثافة بالفصول في تجريبيات الجيزة، وصلت إلى أكثر من 60 طالبا في الفصل الواحد.

شرط السن وأساليب التحايل

ويأتى ذلك رغما عن إرادة المسئولين، بسبب شرط السن بقانون التجريبيات، الذي ينص على عدم قبول الطالب، الذي بلغ ست سنوات وهو ما يدفع أولياء الأمور إلى التمسك بالتقديم لأطفالهم، قبل بلوغ هذا السن، إما عن طريق التحايل على القانون، وشراء الأماكن بتقديم رشاوى لأحد المسئولين، أو الاحتجاج والاعتصامات والتظاهرات أمام مديرية التعليم، لإجبارها على قبول أولادها.

بيع الأماكن

وتعتبر أهم مشكلات المدارس التجريبية بالجيزة، مشكلة «بيع الأماكن» التي اشتهرت بها إدارات تعليمية معينة، ومديري إدارات التجريبيات بها، ويتراوح ثمن قبول الملف بتلك الإدارات من 3 إلى 5 آلاف جنيه لقبول الطفل، وهو الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلة، خاصة مع عدم إخطار المديريات بحقيقة أعداد الأماكن الخالية بالتجريبيات، وحجز ما يقرب من 30 مكانا بكل مدرسة للبيع أو للواسطة، بالإضافة إلى الإبقاء على أسماء الطلاب المحولين، ضمن كشوف المدرسة لبيع وتبديل أمكانهم لطلاب آخرين، سددوا "سبوبة" القبول بالمدرسة أو من ذوي المحسوبية والوساطة.

انخفاض عدد المدارس

هناك إدارات تعليمية، لا يوجد بها سوى مدرستين تجريبيتين فقط، على الرغم من الكثافة العالية للطلاب في تلك الإدارات، وهو مادعى المديرية، لضم المدارس الحكومية، ذات الكثافات المنخفضة، إلى المدارس التجريبية لحل المشكلة.

4 أضعاف

وصلت الأزمة ذروتها هذا العام، حينما تقدم للقبول بالتجريبات، أكثر من 54 ألف طفل بالجيزة، والتي وصلت أعلي نسب للقبول بقاعات التجريبيات بها 8 آلاف طالب، كحد أقصى، وهو الأمر الذي أثار حفيظة واستياء أولياء الأمور.

من ناحيتها، أجرت مديرية التربية والتعليم بالجيزة، اختبارات القبول والتقييم المتبع، لتوافق الشروط على الطلاب، حتى وصلت التصفية النهائية إلى 32 ألف طالب، أي 4 أضعاف النسبة المتاحة فعليا بالجيزة، لذا لجأت المديرية، إلى العمل بنظام الفترتين، بتلك المدارس لاستيعاب كافة الطلاب المتقدمين لها، الأمر الذي كشف تلاعب مديري المدارس، بما جعلهم يفصحون عن الأماكن الحقيقية الخالية لقبول الطلاب، وتقدموا بطلبات إلى المديرية، للعمل بفترة واحدة "الصباحية" واستيعاب طلاب الفترتين.

إجراءات حل الأزمة

قررت المديرية أن يكون التقديم للمدارس التجريببة، على غير المعتاد السنوات الماضية، عن طريق الإدارات التعليمية، وليس المدرسة نفسها، لمنع التلاعب من قبل مديريها، والتفتيش المستمر من قبل لجان المتابعة، على تلك المدارس، لمطابقة كشوف المقيدين بها على أرض الواقع، وإحالة المخالفين للتحقيق الفوري.

توسعات ومدارس جديدة

كما تستعد المديرية خلال العام الحالي لإجراء توسعات بالمدارس الموجودة حاليا، وتشييد مدارس جديدة، لإنشاء أكبر عدد ممكن من القاعات، لاستيعاب الكثافات المرتفعة بالجيزة، ومنع العمل بالفترة الثانية، العام القادم والتي تسببت في حرمان الطلاب، من توافر أهم شروط التجريبيات، وهى فترات الأنشطة، ووقت الحصص والفسحتين، بالإضافة إلى تقليل أوقات الحصص، بالفترتين الصباحية والمسائية، وهو ما يعود بالسلب على الطلاب.

70% من التجريبيات غير مطابقة للشروط

هناك أكثر من 70% من مدارس الجيزة التجريبية، ليست مطابقة للشروط، وتكون عبارة عن مرحلتين فقط، ابتدائي وإعدادي، بالإضافة إلى وضع معايير فعلية، للتفرقة بين المدارس التجريبية العادية، والمتميزة والتي تساوى كلاهما، في الجيزة الفترة الماضية على الرغم من ارتفاع مصروفات المتميزة.
الجريدة الرسمية