رئيس التحرير
عصام كامل

تجارب الدول الأخرى في مكافحة الغش في الامتحانات.. نظام يحدد أماكن الهواتف المحمولة في اليابان.. طائرة بدون طيار لمنع الغش في الصين.. وامتحان الطلاب بالملابس الداخلية بالهند.. والمغرب تفرض عقوبات الحبس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انتشرت ظاهرة الغش الإلكتروني وتسريب الامتحانات في مصر بصورة سريعة جدا في الآونة الأخيرة، وبدأت وزارة التربية والتعليم في رصد وتعقب مواقع الغش على الإنترنت، بالإضافة إلى تفعيل قانون الحبس لمدة عام على كل طالب يغش في الامتحان، وتطبيق غرامة عليه قدرها 15 ألف جنيه.


ولكن مصر ليست هي الدولة الأولى أو الوحيدة التي تعانى من ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات، بل تعانى معظم دول العالم من هذه المشكلة، وتحاول جاهدة أيضا فرض أنظمة وعقوبات لمكافحة هذه الظاهرة التي بدأت تأخذ في الانتشار، ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب، بل تجاوزتها إلى الثانوية والجامعة.

اليابان
اخترع باحثون في اليابان، نظامًا يستطيع بدقة تحديد أماكن الممتحنين الذين يستخدمون التليفونات المحمولة داخل قاعات الامتحانات، حيث يلتقط النظام الجديد الموجات اللاسلكية التي تخرج من الهواتف، وتلك التي تستقبلها وتقارن هذه الموجات بقاعدة بيانات معدة سلفا بأنواع الموجات.

ويأتي ذلك كان بعد قيام طالب بالمرحلة الإعدادية بإرسال أسئلة بالبريد الإلكتروني من تليفونه المحمول إلى شبكة الإنترنت وطلب إجابات عليها خلال الامتحان.

وبعدها قامت الجامعات بفرض قيود على استخدام الممتحنين للهواتف المحمولة، وشددت إجراءات الرقابة أثناء الامتحانات.

وقام الباحثون بتجربة استخدمت فيها حجرة محاضرات تتسع لـ114 مقعدا، تمكن النظام من تحديد مقاعد الأشخاص الذين يستخدمون الهاتف المحمول، وبلغ هامش الخطأ 42 سنتيمترا، فيما بلغ متوسط مدى الخطأ في النظم التقليدية لرصد الموجات التي لا توجد بها قاعدة بيانات خاصة بأنماط الموجات ثلاثة أمتار.

الصين
وقد وجدت مدينة صينية حلا لهذه المشكلة، بعد أن اعتمدت على طائرات صغيرة بدون طيار، لمراقبة الطلبة ومنعهم من الغش خاصة في امتحانات القبول للجامعات والكليات المختلفة.

وتعمل الطائرة ذات الـ 6 مراوح على تتبع الإشارة اللاسلكية الصادرة عن أي وسيلة غش كالهاتف المحمول، أو أي إشارات صادرة عن أجهزة الإلكترونية قد تم تهريبها داخل القاعة.

وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الغش في الامتحانات بالصين ظاهرة منتشرة، خاصة لو كانت في الامتحان العالي، أو ما يعرف في الصين باسم "جاوكاو"، والذي يسعى الممتحنون للحصول على أعلى درجة ممكنة لتأمين الدخول للمعاهد العليا والوصول لوظيفة حكومية.

وبسبب صعوبة الامتحان، يفشل في اجتياره 3 ملايين طالب سنويا، ولذا يلجأ كثيرون للغش، الأمر الذي جعل الصين تستخدم الطائرات الصغيرة بدون طيار أو ما يعرف باسم Dronie المزودة بكاميرا من أجل ضبط الغشاشين.

الهند
أما في الهند، فقد فرض الجيش الهندي على من يؤدي امتحانات القبول من المرشحين للانضمام بصفوفه، بخلع ملابسهم، والبقاء بسراويلهم الداخلية فقط، لتفادي عمليات الغش.

وقال مصدر بالجيش الهندي: إن هذا القرار تم اتخاذه لكسب الوقت أثناء تفتيش المرشحين الذين تخطى عددهم آلاف، وبعد اكتشاف عمليات غش كتيرة ترتكب للحصول على علامات جيدة أو وظيفة هامة.

المغرب
وفي خطوة تعتبر الأولى من نوعها، وتصديا لأي محاولة غش أو تسريب، وضعت وزارة التربية الوطنية بالمغرب، إجراءات صارمة تقضي بضرورة إلزام جميع المرشحين لاجتياز امتحانات الباكالوريا (السنة الأولى والسنة الثانية)، بتوقيع وثيقة تتضمن التزاما منهم بعدم إحضار أي وسائل إلكترونية إلى قاعات الامتحان.

ونصت الوثيقة على تحمل التلميذ كامل المسئولية في حالة مُخالفته للتوجيهات التي توجد بالوثيقة، والتأكيد على أنه "يعرض نفسه للعقوبات المحددة في حال مخالفته المقتضيات الواردة في الالتزام".

بالإضافة لذلك، فإن المغرب تعمل حاليا لفرض قانون ينص على عقوبات بالحبس وغرامات مالية في حق الطلاب الذين يتم ضبطهم في حالات الغش.
الجريدة الرسمية