فن الصيد في الماء العكر!
ليس هناك أدنى شك في أن "الماء" تعكر بعد حادثة اقتحام الأمن لنقابة الصحفيين، للقبض على صحفيين صدر بشأنهما من النيابة العامة أمر بالضبط والإحضار.
وبغض النظر عن التفصيلات الخاصة بقرار النيابة العامة، الذي اعتمد على تحريات الشرطة، وبغض النظر عن طريقة الأمن في تنفيذ القرار باقتحام مقر نقابة الصحفيين للقبض على المتهمين، فإنه ما يلفت النظر بشدة، أن فئات متعددة انتهزت الفرصة للصيد في الماء العكر بعدما قامت أزمة لا مبرر لها على وجه الإطلاق بين الإعلام والنظام!
ونحن -من متابعتنا الدقيقة للتطورات السياسية في مصر بعد 30 يونيو، وإعلان خارطة الطريق في 3 يوليو، واستكمالنا كل الخطوات التي نصت عليها- نعرف تمامًا أنه ليست جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فقط هي التي تحاول هدم النظام، سواء بممارسة الإرهاب أو العنف أو القيام بمظاهرات عشوائية، ولكن هناك جماعات سياسية شاردة ممن لم يجدوا لهم مكانًا يليق بأهميتهم السياسية المزعومة في النظام الجديد، دأبت تلك الجماعات -وخصوصا في الفترة الأخيرة- على رفع رايات العصيان، ولا نقول المعارضة البناءة ضد النظام القائم.
والدليل على ذلك أن هذه الجماعات السياسية المعارضة -على اختلافها وتنوع الأجيال التي تقودها، وسواء كانوا من "شيوخ" النشطاء السياسيين الذين فاتهم القطار، أو "شباب" النشطاء السياسيين الذين لا يمتلكون أي رؤية متكاملة للمستقبل- ليس لديها أي رؤى تنموية بديلة لما طرحته الدولة مؤخرًا.
ومن هنا يصدق القول عليهم، إنها معارضة للمعارضة، لإثبات الوجود السياسي حتى لو كان وجودًا مزيفًا ومصطنعًا، وليس له أي جذور حقيقية في التربة السياسية.
وهكذا بعد الجدل العقيم حول قضية الجزيرتين، حانت لحظة الصيد في الماء العكر بعد حادثة اقتحام قوات الأمن لمقر نقابة الصحفيين للقبض على صحفيين صدر بحقهما أمر ضبط وإحضار.
ونؤكد أن هذه الجماعات السياسية الشاردة لن تتوقف عن إثارة المشكلات والأزمات، مع أنه ليس لديها ما تقدمه للشعب من حلول إيجابية لمواجهة المشكلات المتراكمة منذ عشرات السنين.
ونؤكد أن هذه الجماعات السياسية الشاردة لن تتوقف عن إثارة المشكلات والأزمات، مع أنه ليس لديها ما تقدمه للشعب من حلول إيجابية لمواجهة المشكلات المتراكمة منذ عشرات السنين.