رئيس التحرير
عصام كامل

اسألوا أهل العلم.. عن حلايب وشلاتين أتحدث


منذ أيام تابعت وبصورة غير مقصودة جلسة لمجلس النواب على قناة صوت الشعب، ووجدتهم يناقشون تقرير اللجنة التي سافرت إلى حلايب وشلاتين من مجلس النواب، وفي الحقيقة عندما سمعت ملاحظات بعض النواب وتوصياتهم عن زيارتهم لحلايب وشلاتين صُعقت بصورة كبيرة؛ لما تضمنه حديثهم من أخطاء جغرافية وتاريخية عن المنطقة، بل وجدت تعليقات وتوصيات كان الكثير منها ضعيفًا للغاية، وإن كان هناك القليل من التعليقات والتوصيات الجيدة، منها ما ذكره أحد النواب عن الاستغلال المعدني للمنطقة لا سيما الذهب.


وأنا أكتب ذلك لأني زرت حلايب وشلاتين وتشرفت بزيارتهما في 2015 مع وفد من المتخصصين في الجغرافيا والأمن القومي والثقافة والسياسة، برعاية وزارة الشباب ووجود اللواء محمود خلف المستشار الأكاديمي لأكاديمية ناصر العليا، والمتخصص في الأمن القومي، واستمرت الزيارة لمدة أربعة أيام.

وكانت ثاني زيارة إلى حلايب وشلاتين لخمسين طالبًا من قسم الجغرافيا، كلية الآداب، جامعة القاهرة، وهي رحلة ميدانية علمية جغرافية، وبمصاحبة عدد من أساتذة وعلماء الجامعة من كلية الآداب، المتخصصين في كل فروع الجغرافيا، جغرافية السكان والجغرافية السياسية والجغرافية البشرية والجغرافية الاقتصادية، وغيرها، واستمرت هذه الرحلة الرائعة لمدة سبعة أيام، درست خلالها ساحل البحر الأحمر وظهيره ومدنه من الغردقة شمالاً إلى حلايب وشلاتين جنوبًا، وانطلاقًا من وعي أساتذة قسم الجغرافيا بأهمية الهوية المصرية، أقاموا ندوة بعنوان الهوية المصرية من منظور جغرافي التقوا فيها بشباب المنطقة وبحضور رئيس مدينة الشلاتين، وبعد رجوع الرحلة أقام قسم الجغرافيا سيمنارًا بالنتائج وتقريرًا عن كل المجالات من قبل الطلاب والباحثين والأساتذة الذين شاركوا في الرحلة وقد حضر هذا السيمنار وكلاء الكلية.

وكان تقريرًا يتضمن تحليلاً وافيًا عن المنطقة في جميع المجالات، وكان بمثابة دراسة ميدانية علمية تحليلية وموضوعية رصدت المشكلات بجميع جوانبها ووضعت الحلول، وأنا هنا لست بصدد الحديث عن رحلة والسلام، ولكن أقصد بحديثي لماذا لا يستعين المجلس بهذه الدراسة الوافية العلمية المتخصصة، وفي متناول أيدينا أقسام علمية في جامعات مصر العريقة، ولا سيما جامعة القاهرة، ولماذا لا يتواصل المجلس ولجانه مع المتخصصين لا سيما من أصحاب التخصصات غير الموجودة داخل المجلس، وذلك توفيرًا للوقت والجهد والمال، بل والاستفادة بخبرات علمية موجودة بالفعل، فليس من المنطقي أن يبدأ المجلس من الصفر في كل موضوع.

لذا أطلب من رئيس مجلس النواب أن يستعين بأساتذة وعلماء مصر في التخصصات التي يحتاج إليها المجلس فلا مجال لإهدار الوقت طالما أن هناك عقولاً عَمِلت وقدمت بصورة واقعية وعلمية المشكلات والحلول، فليس عيبًا في حق المجلس أن يسأل أهل العلم.
الجريدة الرسمية