انتبهوا قبل الحريق الكبير!
إن كان هناك فاعل (جماعة أو تنظيم) وراء الحرائق التي تجري، فيمكن اعتباره حتى الآن أنه يؤدي مهمته بنجاح.. وباستثناء أنباء القبض على أحدهم قبل أن يشعل حريقا في الشرقية فالحرائق بطول مصر وعرضها بلا فاعل حتى الآن.. بينما الحال كذلك يقول خبراء في الحماية المدنية إن الحرائق في معدلها الطبيعي طبقا للأحصائيات الدورية وأن العام الماضي شهد ما يعادل مائة حريق يوميا!!
الخبراء يتحدثون عن الإحصائيات المجردة..أي التي تتناول إحصائيات حوادث الحرائق في مصر، والتي تشملها البلاغات الواردة للحماية المدنية المدونة في الدفاتر، وفيها حوادث اشتعال النيران في ستائر شرفات المنازل وحرائق المطابخ الصغيرة ، وحرائق محدودة في سيارات على الطرق السريعة وارتفاع النيران في مقاه شعبية بسيطة لكن لم يفسر واحد منهم سبب تركز الحوادث في عدة مدن، وليست في مدن ومحافظاات مصر كلها كما تقول دفاترهم القديمة، ولم يفسر واحد منهم سر تركزها في مصالح تجارية واقتصادية تضم تجمعات جماهيرية وتكون خسائرها المادية كبيرة وباستثناء العتبة والسويس-والأخير حريق في سكن عائلي خاص-فلم يسقط قتلي، وبالتالي فالقتل ليس هدف من أهداف الحرائق، وبما يوحي أن هناك من يخطط ويدرس المكان، وهدفه التأثير على اقتصاد البلاد وإحداث الارتباك والشلل الأمني والغضب الشعبي !
المدهش أن الصمت التام هو حال الأجهزة..فلا أحد من المسئولين الحاليين خاطب الناس.. ولا أحد تحدث عن تعويض الخسائر.. والأكثر دهشة لا أحد يتكلم عن إجراءات احترازية على وشك الصدور ، ولا عن خطط بديلة في حالة تزايد حدة الحرائق، ولا أحد يتحدث عن حالة استنفار، ولا رفع درجة الاستعداد ولا حتى رفع درجة الطوارئ وتغير لونها في أجهزة الشرطة !!
ربما يكون السبب عدم الرغبة في التأثير على الروح المعنوية للمواطنين لكن أي روح معنوية والحرائق كلها أمام الناس والتعامل معها بالشكل السابق يزيدها سخونة وليس العكس؟ وكيف يلتقي رئيس الوزراء بوزير الداخلية من أجل مباريات كرة القدم، ولا يلتقيه من أجل الحرائق الأخيرة؟ بل كيف يلتقي رئيس الوزراء أحد رجال الأعمال من أجل استرداد أراضي الدولة منه ولا يلتقي برجال الدولة من أجل بحث ما يجري في البلاد من حرائق وأبعادها واحتمالاتها المختلفة ؟! عيب ما يجري ولا يتناسب مع سخونة الأحداث وتأثيرها وبعض ردود أفعالها وهي تنذر بالخطر..
انتبهوا قبل الحريق الكبير..فالفاعل المجهول -إن كان هناك فاعل مجهول-قد نجح في الحرائق السابقة وهو ما يغري بما هو أخطر..
اللهم بلغت اللهم فاشهد..