تطور وسائل التعليم من العصر الفرعوني وحتى القرن الـ21
كثفت وزارة التربية والتعليم ومديريات تعليم القاهرة، والإدارات التعليمية، في الآونة الأخيرة من جهودها في متابعة معارض الوسائل التعليمية لخدمة المناهج الدراسية، ويقدم الطلاب فيها إبداعاتهم في وسائل التعليم البصرية والسمعية والمكتوبة.
العصر الفرعونى
ويمتد تاريخ الوسائل التعليمية إلى قديم الزمان، فكان المصريون القدماء هم أول من ابتكروا واخترعوا وسائل تستخدم في التعليم، وذلك بعد البدء في إعداد أماكن خاصة لتعليم الأولاد والبنات تلحق بالمعابد كفصول دراسية، وكان التلامـيذ يستخدمـون ألـواح الأرتواز والخشب للكتابة بالبوص أو الأحجار ( طباشير) أو على أوراق البردى ويقوم المعلم بتصحيح الأخطاء ليتعلمها التلميذ بالمداد "الحبر" الأحمر، ويقوم بإعادة كتابة الأخطاء ليتعلمها التلميذ الذي غالبًا ما يكتب بالمداد "الحبر" الأسود.
وتتطور الوسائل التعليمية في العصر الفرعونى، لنجد النقوش الموجودة على المسلات كصورة أولية للوسائل التعليمية.
الحضارة الإسلامية
وتعددت طرق التدريس والوسائل المعرفية في تعليم الطالب عند علماء المسلمين، فعلى سبيل المثال كان العالم الإسلامى "الحسن بن الهيثم" يعلم طلابه عن طريق التجربة والمشاهدة والتمثيل، وذلك عندما كان يعرفهم بنظرية الانكسار الضوئي مستخدما لذلك عصى خشبية وبركة الماء.
وقام الادريسى أيضا بإجراء أول نقش للكرة الأرضية من الفضة ليصور كروية الأرض، وتتابعت جهود المسلمين ومنهم ابن جماعة، حيث استخدم الصور والرسوم في التدريس.
النهضة الحديثة
وبدأت النهضة الحديثة في الكتابة والتعليم باختراع "جوتنبرج" للطباعة عام 1457م، ودخلت بعدها الرسوم والصور، ونادي واحد من أفضل معلمي الواقعية الحسية ويدعى "كومينوس"، بتعليم الأشياء من خلال الحواس، وإلى استخدام الرسوم والخرائط والأشكال والصور وتعليقها على جدران الفصول الدراسية، كما دعا إلى حث المعلمين على استخدام النماذج والمجسمات بين الطلاب.
أما فروبل، أول مؤسس لرياض الأطفال، اعتمد في الوسائل التعليمية على ألعاب كثيرة منها المكعبات والكرات والطين والصور واللعب بالرمل والحياكة والنسيج والفلاحة وغيرها من الأنشطة التي تستخدم في تدريس الطلاب في رياض الأطفال، كما أكد أهمية الرحلات والزيارات وملاحظة الطبيعة مباشرة مع ضرورة استخدام الأجهزة والأشياء من أجل توضيح بعض المفاهيم.
القرن العشرين
وتطورت الوسائل التعليمية في القرن العشرين بشكل سريع جدا، بسبب التطور التكنولوجى الذي ساعد في تقدم وسائل العرض والتدريس، فأصبح المعلم والطالب والمدرسة على دراية كافية بالتطورات والاكتشافات.
ففى عام 1908م ظهر مصطلح "التعليم المرئي" لأول مرة وقامت إحدى الشركات بطبع كتاب يدعى "التعليم المرئي"، وتم استخدامه كمرشد للمعلمين للاستفادة من الشرائح المضيئة والصور الحسية.
وفى 1970م تم طبع أول كتالوج للأفلام التعليمية، وكانت مدرسة روشستر الحكومية في نيويورك أول مدرسة تتبنى استعمال الأفلام بصورة منتظمة في مجال التعليم.
وفى أثناء الحرب العالمية الثانية تطورت حركة نمو التعليم بالأدوات السمعية والبصرية من خلال الاستخدامات العسكرية والصناعية، وأنتجت الولايات المتحدة الأمريكية المئات من أفلام التدريب العسكري، كما اشترت ما يقرب من 55 ألف جهاز لعرض الأفلام العسكرية.
القرن الـحادي والعشرين
وفى أوائل القرن الـ21 تسارعت منتجات التكنولوجيا التعليمية، واستخدم الفيديو المتفاعل ونظام الوسائط المتعددة وأخيرا شبكة الإنترنت لتوفر للمتعلمين العديد من الوسائل التعليمية التي يستطيع الفرد بواسطتها من الوصول إلى التعليم في أي مكان، وأي زمان، وكيفما يشاء.
واستمر تطور الوسائل التعليمية بظهور المؤتمرات المرئية والتعليم عن بعد باستخدام شبكة الإنترنت والجامعات الافتراضية والصفوف الإلكترونية والكتب الإلكترونية.. إلخ، وجميعها تعد وسائل تعليمية تعلّمية لها أثرها الفاعل في تعليم وتعلّم الأفراد.