رئيس التحرير
عصام كامل

عن مسخرة«اعتقال المعارضة السورية» لفنانين مصريين!


قبل أشهر تلقت "فيتو" ردا مما يسمي بالجيش السوري الحر على مقال كتبناه..كان التطاول فيه وقلة الأدب أكثر من الرد ومن أي تفاصيل لها علاقة بالموضوع..وبمهنية رفيعة وصلني الرد قبل نشره، لنعلم ما به ونستعد بالرد إن رغبنا في ذلك إلا أننا رأينا الرد متهافتا لدرجة أنه لا يستحق، وكنا سعداء للغاية فقد كتبنا وأوجعنا وإن لم نوجع فما كتبنا ولا نشرنا!


اليوم نحن أمام مسخرة لا مثيل لها.. كوميديا شديدة السواد.. هواجس وتخاريف تنتقل من عقول أصحابها إلى وكالات الأنباء والمواقع والصحف.. ما يسمي "بقال إيه" المعارضة السورية شكلت في الأماكن التي تحتلها-قال إيه-محاكمة لعدد من الفنانين المصريين بتهمة تحريضهم على القتل الجماعي!!! الفنانون يتقدمهم النجم أحمد آدم ومعه داليا البحيري، وعبير صبري، وآخرون والتهمة كما تقول-قال إيه-المعارضة السورية أنهم حرضوا على القتل والدليل في الحلقة الأخيرة لآدم على قناة الحياة، والتي سخر فيها من أكاذيب الإعلام الأمريكاني، والتركي، والقطري، وليس من دماء الأشقاء السوريين!

وللأمانة لو كان عند هؤلاء ذرة من الدم لخرسوا إلى الأبد.. فلم تكفهم أنهار الدماء التي جرت على الأراضي السورية حتى الآن بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان إلا أنهم وببجاحة يريدون أن يخرسوا أي صوت يختلف معهم.. يريدون فرض أمر واقع ربما ساهم في تقسيم سوريا الحبيبة..لا يخجلون من صورهم في جرائم الذبح الجماعي، وقتل أسر بكاملها، وحرق البشر أحياء في أقفاص حديدية، وهتك الأعراض والإساءة إلى دين عظيم هو منهم-قطعا- بريء وهم منه ضالون شاردون لا يعرفون منه وعنه شيئا..

سيقولون: إن من يقتل هي الجماعات الإرهابية! ونقول: إذن لماذا تغضبون من الفنانين المصريين ولم يهاجموا إلا الإرهابيين ؟! المحاكمة الهزلية الفضيحة التي هي تمثيلية سخيفة كشفت الانتماءات والارتباطات، وحجم الرغبة في إرهاب الآخرين الذين لا يملكون إلا فنهم وآرائهم للتعبير عن أنفسهم، وعن الأغلبية الكاسحة من المصريين الآن..ولكن مهزلة المحاكمة السخيفة لم تنسنا صوركم، وأنتم تتلقون العلاج في مستشفيات إسرائيل وسط ترحاب صهيوني كبير، وهو طبيعي بمن هدم دولة عربية مهمة، وقتل أبناءها وشردهم..ولن تنسينا أيضا فيديوهات القتل المفبركة والصور المركبة وأغلبها صنع بإشراف الجزيرة قبل صحوة الشعوب العربية لتكتشف حجم الزور والتزييف والتزوير والكذب وقد شاهدناه وجربناه بأنفسنا ضد جيش مصر نفسه..!

نحن هنا نختلف مع فنانينا كثيرا..لكن ليس منهم من يتلقي التعليمات من إسرائيل، ولا تنفق عليه قطر، ولا يعطيه أردوغان الأوامر، وهم لحظات الجد تجدهم ليس مع بلدهم فقط، وإنما مع أمتهم العربية ومع شعبهم العربي في كل مكان!

المخبول صاحب فكرة المحاكمة عليه بنفسه أن ينتظر المحاكمة قريبا أو الهرب إلى حيث المأوي على الأراضي التركية كمن سبقهم..والآن امامكم حوائط الأماكن المحتلة كلها..خبطوا رءوسكم كما تشاءون..والفنانون المصريون وغيرهم سيذهبون ويجيئون إلى أي مكان بالعالم لا يعبأون بلعب العيال !

مصر مطالبة باحتجاج قوي ضد من يهددون مواطنين مصريين حتى لو كانوا عصابات لا تعي ماذا تفعل.. بل خصوصا إن كانت عصابات لا تعي ما تفعل!

الجريدة الرسمية