رئيس التحرير
عصام كامل

نائب رئيس مدينة «زويل»: «مالناش في السياسة ولا الواسطة.. و«زويل» لا يتقاضى مليما

فيتو

  • مدينة زويل مشروع مصر القومي.. وليست جامعة ولا مشروعا استثماريا
  • مجموع الثانوية ليس معيارا للتفوق.. ونظام الحفظ لا يصلح معنا 
  • نحن الجهة الوحيدة التي تقبل طلاب الأزهر.. و"ما عندناش مصاريف.. اللي يقدر على حاجة يدفعها"
  • 50 مليون جنيه تكلفة الطلاب سنويا.. يمكنهم دفع 10% فقط
  • أقول لمن جاء من أجل الفلوس "ستجد مكانًا آخر يعطى فلوس أكتر بمصر" 
  • أول دفعة تتخرج العام القادم بحضور د. زويل ومجلس الأمناء والمجلس الاستشاري
  • سنقبل 150 طالبا من 2500 متقدم.. والدراسة تبدأ في سبتمبر
  • في إنجلترا.. من لا يدرس 45 ساعة في الأسبوع يتم الاستغناء عنه
عانت مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا طويلا حتى خرجت للنور بعد يناير 2011.. وهي مؤسسة تعليمية بحثية ابتكارية مستقلة وغير هادفة للربح.. ونشأت فكرتها عام 1999 وتم وضع حجر الأساس يوم 1 يناير 2000.

وبعد أن واجهت العديد من المعوقات، صدر قرار وزاري يوم 11 مايو 2011، أي بعد نحو 120 يوما من ثورة يناير. ثم قامت رئاسة الوزراء بتسمية المشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا ووصفته بـ "مشروع مصر القومي للنهضة العلمية". وفي 20 ديسمبر 2012، تم منح المدينة قانون خاص يسمح للطلاب بالتقديم للدراسة بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل، لتبدأ مصر عهد جديد من التنمية الحديثة في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا.
مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا مصممة لتحقيق المشاركة الفعّالة في علوم القرن الحادي والعشرين، بهدف النهوض بالتقنيات المحلية لكي ترقى إلى المستوى العالمي والرفع من الإنتاجية القومية.
وتهدف إلى المساهمة في بناء مجتمع يكون مبنيًا على المعرفة ومؤسَّسًا على التفكير النقدي، وذلك من خلال توفير منظومة تعليمية مبنية على التميز وأيضًا من خلال التفاعل مع المجتمع الأعم.
"فيتو" اهتمت بتوضيح كل المعلومات المتعلقة بالمدينة، وشروط الالتحاق، والمصروفات، والتخصصات التي تضمها.. فاستضافت الدكتور صلاح عُبية، نائب مدينة زويل للشئون الأكاديمية، في "الصالون الثقافي"، حيث حاورته في كل التفاصيل، والتساؤلات التي تدور في أذهان الكثيرين عن الجامعة، وهل هي للصفوة، وهل فعلا الالتحاق بها "بالواسطة"..
وإلى نص الحوار..


• بداية.. نود أن نعرف تفاصيل المدينة العلمية الجديدة التي يتم إنشاؤها حاليا من حيث التخصصات التي ستشملها ؟
- في البداية أحب أن أوضح أمرا مهمًا وهو أن مدينة زويل ليست جامعة، فهى مدينة علمية متكاملة، لها عدة مكونات ومركبات، تشمل المدينة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تقوم في الأساس على تدريس الطلاب في مرحلة البكالوريوس في تخصصيين، هما: العلوم والتكنولوجيا وفى كل تخصص يوجد 4 دوريات أو 4 برامج، تخصص العلوم يشمل: برنامج العلوم الطبية، فيزياء الأرض والكون، علوم المواد، علوم المالح، وكذلك بالمثل أيضًا في الجانب الهندسى يوجد 4 برامج، وهى: هندسة الطاقة الجديدة والمتجددة، هندسة الفضاء، وهندسة البيئة، وهندسة المالح، وأن هذه البرامج بها ما يميزها عن باقي الجامعات المصرية وهى أن هذه البرامج ليست برامج تقليدية، وأنبذ التفرقة في مصطلح علوم نظرية أو علوم طبية، والمدينة تعتمد على إعداد جيل قادر على تفكير بشكل نقدى وقادر على استخدام العلوم الذي يقوم بدراستها إلى علوم نافعة لاستخدامها في خدمة المجتمع.. والمدينة الجديدة التي يجرى إنشاؤها سوف تقام بالطاقة الشمسية، وسيتم تسليمها إلى الحكومة العام القادم.

• كيف يتم اختيار الطلاب ؟ وما هي شروط الالتحاق بمدينة زويل ؟
- يتم إجراء اختبارات قبول أولية للطلاب المتقدمين لتقييمهم؛ لأننا لا نعتمد على مجموع الثانوية العامة لأنه ليس مقياسًا للطالب المتفوق؛ فهى غير معبرة وغير حقيقية على قدرة الطالب على التفكير المنطقى والإبداع والتقويم، ولكننا نعتبرها مؤشرا فقط، وذلك لأننا نريد طالبا من نوعية خاصة لإعداده لمهمة خاصة للبلد وللمجتمع الدولى، لذلك لا تصلح معنا طريقة الحفظ، لأن الهدف هو أن نقتني علماء من الأجيال القادمة، وأنه لا توجد لدينا واسطة لدخول طالب على حساب طالب آخر، وأن الجميع سواسية، وأن جميع القرارات يتم اتخاذها بشكل مؤسسى وأكاديمي، وتعتبر مدينة زويل هي الجهة الوحيدة في مصر التي تقبل طلاب الأزهر.

• كم يبلغ إجمالى تكلفة الطالب الواحد في مدينة زويل ؟
- بداية، ما يقوم الطالب بدفعه داخل المدينة لا يندرج تحت مسمى مصاريف، وأن هذه الكلمة يتم استخدامها في الجامعات الحكومية التي تهدف إلى الربح وليس في مدينة زويل، وإنما هي تكلفة والتي يندرج داخلها أكثر من عامل كتطوير المعامل، المواد الخام، الكتب، ورواتب الأساتذة، والتي تصل في السنة الواحدة لكل طالب إلى مايقرب من 110 آلاف جنيه، ويتم تغطية تلك التكلفة عن طريق مساهمة الطالب بها قدر استطاعته، والتي قد تصل إلى 10% في بعض الأحيان، أو عن طريق دعم الشعب المصرى الذي نفخر به، وعلى رأسنا الدكتور "أحمد زويل" والذي أكد ضرورة عدم تمييز طالب عن آخر بسبب قدرته المادية من عدمها.

• الأعداد المقرر قبولها للعام القادم ؟ ومتى سيتم فتح باب التقدم ؟
- سيتم قبول 150 طالبًا من أصل 2500 طالب من المتقدمين للعام الجديد، وستبدأ الدراسة في سبتمبر المقبل، كما يوجد 540 طالبًا هذا العام.

• ما هي المكافآت التي يتم تقديمها للطلبة ؟
- المكافأة الأكبر هي أن يجد مكانا للدراسة في مدينة زويل؛ لأن هذا في حد ذاته ذو قيمة عظيمة.

• متى سيتم تخرج أول دفعة من الجامعة ؟ وهل توفر الجامعة وظائف لهم ؟
- السنة القادمة سيتم تخرج أول دفعة للمدينة، من خلال إعداد حفل تخرج لأول دفعة من التخصص العلمى، بحضور الدكتور أحمد زويل، والمجلس الاستشارى، ومجلس الأمناء، وبعض المسئولين وعدد من العلماء.. ويستطيع الطالب المتميز بعد الانتهاء من دراستة الالتحاق بالدرسات العليا، وأرى أنه سيكون هناك إقبال كبير على خريج المدينة بداية من السنة القادمة من كبرى الشركات الصانعة الجادة للشركات في مصر، وفى الخارج.

• ما الفرق بين طالب خريج مدينة زويل وأى جامعة أخرى ؟
- الفرق في نوعية التعليم الذي يتم تقديمه للطالب والمهارات التي يكتسبها من خلال تجاربة في المعامل والمشاريع التي قام بها الطالب خلال فترة الدراسة، بجانب توفير فريق ذي كفاءة عالية جدًا من أعضاء هيئة التدريس بالمدينة، وتعلم الطالب كيفية الاستفادة مما تم دراسته لعمل أنشطة ومشروعات خاصة به.

• كم تبلغ ميزانية البحث العلمى داخل الجامعة ؟ وما هي مواردها ؟ وكيف يتم إدارتها؟
- لا أرى أن ميزانية البحث العلمى بالجامعة قد تعنى كثيرًا للبعض، ولكنها ليست كما يعتقد البعض أنها ذات تكلفة عالية أو مُبالغ فيها، بل بالعكس قد يكون ما ننفقه على البحث العلمى أقل ما يمكن، ودائما يحتاج البحث العلمى إلى موارد كثيرة ولكن ليس أي مورد يتم استخدامه في البحث العلمى، ولكن يعتبر أهم مورد هو المورد البشرى، ولابد أن يكون هناك تخطيط ونظام لكيفية إدارة الموارد بشكل جيد من خلال وجود رؤية واضحة للمستقبل، واستغلالها بالطريقة الأمثل.

• كم يبلغ عدد الأبحاث العلمية في المدينة التي نشرت حتى الآن ؟
- هناك ما يقرب من 280 بحثا علميا منشورا في دوريات علمية عالمية كبرى محكمة، وعادة ما يتم نشر تلك الأبحاث في بعض الدوريات "ببلاش"، وهناك عدد من القواعد لابد من اتباعها لكى يتم نشر تلك الأبحاث وهى أن يتم عرض تلك الأبحاث على فريق بحثى متخصص على مستوى العالم ليصرحوا بأحقية هذا البحث للنشر أم لا.

• هل هناك خطة لعمل مجلة علمية لمدينة زويل ؟
- فكرة أن يكون للجامعة مجلة علمية هي ليست فكرة جذابة؛ لأنه يوجد دوريات علمية ذات كفاءة موجودة على الساحة ومعروفة دوليًا، وأن ما تفعله الجامعات بل يصل إلى الكليات أيضًا هو خطأ وجريمة لابد من وقفها.
ولكن على جانب آخر هناك عدد من التصمميات التي قُبلت للنشر بالتعاون مع مركز النانو تكنولوجي في مدينة زويل لعمل نماذج أولية التي من المقرر الظهور لها في مطلع السنة القادمة، كما أن مدينة زويل أصبحت "رقم واحد" في مصر في ترتيب جوجل في المعاهد البحثية والأكاديمية على مستوى العالم في عدد الأبحاث العلمية.

• هل سيكون هناك إعداد لمشروع نوبل جديد ؟
_ ليه لأ ؟! ولكن ليس من السهل عمل بحث علمى يحوز على جائزة نوبل، بل من الصعب وليس على أحد بمدينة زويل فقط وفى مصر بل صعب على أي شخص في العالم، لأن ذلك يتطلب بأن يُصل الباحث الليل بالنهار، وأن أكثرية من يفوز بالجائزة يكونوا على مشارف الـ70 عامًا وكان الدكتور زويل في وقتها حدث استثنائى.

• كيف يتم تحديد رواتب أعضاء هيئة التدريس داخل الجامعة فهل هي مثل الجامعات الخاصة ؟
- ما يتردد عن أن مدينة زويل تعطى مبالغ طائلة لأعضاء هيئة التدريس، ليس صحيحًا بالمرة، وأحب أن أقول لكل من يظن عند قدومه لمدينة زويل فقط من أجل الفلوس سوف يجد مكانًا آخر يعطى فلوس أكتر في مصر، ولكن الدكتور زويل يؤمن تمامًا بأهمية وجود حافز قوى لعضو هيئة التدريس وتوفير حياة أدمية محترمة لكى يستطيع الإعطاء بكل ما يملكة من طاقة للعمل، وأن المدينة ليست مشروعا استثماريا وليست قطاعا خاصا وإنها هيئة قومية وغير هادفة للربح، ولا يوجود عضو هيئة تدريس يقبض بالدورلار وكل من يشكك في ذلك يقوم بالرجوع لحسابات الجهاز المركزى للمحاسبات حتى يتأكد، وأن الدكتور زويل نفسه لا يتقاضى مليما واحدًا.

• في رأيك ما هي روشتة النهوض بالبحث العلمى في مصر ؟
- لابد أن تكون هناك منظومة لها أهداف ورؤية واضحة وخطة لتأكد من تحقيق تلك الأهداف، وعلى الرغم من وجود محاولات جادة وتحترم ولكن لا توجد منظومة بهذا الشكل، ولابد أن يكون للشعب هو من لديه الإرادة للنهوض بالبحث العلمى وليست الحكومة، ولابد من تقليل عدد ساعات الدراسة التي يقوم عضو هيئة التدريس بتدريسها، ضاربًا بذلك مثلًا مدة الدراسة في إنجلتر قائلًا: "في حال التدريس أقل من 45 ساعة في الأسبوع يتم الاستغناء عنه"، ولابد من تحسين المستوى المادى والمعنوى لعضو هيئة التدريس لكى يستطيع التفرغ للعمل الأبحاث، لأننا أصبحنا في منظومة تعاقب المجتهد، والدكتور "زويل" طالب بتوفير المادة أو الفلوس التي تناسب عضو هيئة التدريس بالمدينة لكى يتفرغ كاملًا للعلم فقط.

• ما هي أعداد أعضاء هيئة التدريس بالمدينة ؟ وعلى أي أساس يتم وضع نظام الترقيات؟
- يوجد بالمدينة 50 عضو هيئة تدريس منهم 22 عضوا متثبتا، أما بالنسبة لترقية أعضاء هيئة التدريس فهى تتم بالمدينة على أساس المستوى البحثى والعلمي لذلك العضو وعدد الأبحاث التي قام بها على مستوى العالم.
وفى النهاية أتمنى أن تتغير منظومة البحث العلمى والتعليم العالى في مصر، ونتمنى أن تكون مدينة زويل النموذج الذي تحتذى به باقى الجامعات، وأدعو إلى تكوين قاعدة علمية جبارة، وكل من بالمدينة لا يتحدث في السياسة وفى القضايا التي تعمل على تفرقة المجتمع وأنه لا يوجد وقت لذلك.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية