رئيس التحرير
عصام كامل

تقرير: آلاف الجنود الروس لا يزالون في سوريا

 الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

لا يتوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مفاجأة العالم في سوريا، ولعل المرة الأخيرة كانت في الحفل الموسيقي في مدينة تدمر السورية والذي أحيته فرقة أوركسترا مسرح "مارينسكي" الروسية الشهيرة، وبحضور أكثر من 100 صحفي من مختلف وسائل الإعلام الدولية لتغطية الحدث، وذلك بعد تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي.


ويشير داميان شاركوف، في تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، إلى أن روسيا تستمر في تعزيز مواقعها في سوريا ونشر آلاف الجنود على الأرض، بما في ذلك القوات البرية، وذلك بحسب إفادات مراسلي قناة سي أن أن الأمريكية الذين قاموا بزيارة المرافق الروسية في سوريا.

ويقول شاركوف: "من المفترض أن روسيا تنسحب الآن من سوريا بعدما طلب الرئيس الروسي بوتين من غالبية قواته العودة إلى ديارهم في شهر مارس (آذار) الماضي، بيد أن حجم الانتشار الروسي في سوريا لم يكن واضحًا منذ بداية العملية العسكرية في شهر سبتمبر(أيلول) الماضي، ولا يبدو أن التدخل الروسي في الصراع قد تراجع في أعقاب إعلان بوتين عن قراره بالانسحاب".

ويلفت شاركوف إلى أن القوات الجوية الروسية لا تزال تنفذ الضربات الجوية، وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن المركبات البرية والدبابات الروسية تنتشر أيضًا في سوريا. وعلاوة على ذلك اعترفت روسيا أنها تقوم بنشر فرق من القوات الخاصة، وذلك على الرغم من إنكارها في البداية إرسال قوات برية إلى سوريا.


وفي أعقاب الانتصار الساحق الذي حققته روسيا على تنظيم داعش الإرهابي في مدينة تدمر السورية، دعت القوات الروسية والسورية الصحافيين لحضور الحفل الموسيقي في هذه المدينة الأثرية الأسبوع الماضي.

ويتفق شاركوف مع وجهة نظر مراسلي قناة سي أن أن الأمريكية التي تتمثل في أن عملية نقل نحو 100 من الصحفيين الدوليين تكشف مدى تورط روسيا في سوريا؛ لاسيما أن الحافلات التي تحركت بمجموعة الصحافيين كانت تحلق فوقها طائرات الهليكوبتر ومروحيات روسية مسلحة (Mi-28، KA-52، MI-35) من أجل تأمينها.

وعلى الرغم من إنكار موسكو، فإن مراسلي قناة سي أن أن الأمريكية يؤكدون مساهدتهم الانتشار الواسع للقوات البرية الروسية، حتى أن ثمة مركزًا عسكريًا للجيش الروسي على مقربة من مدينة تدمر.

وينقل التقرير عن فريدريك بلايتين، كبير المراسلين الدوليين في شبكة سي أن أن، قوله بأن "المعسكر الذي جرى رصفه حديثًا يُعد رسميًا بمثابة قاعدة لفرق إزالة الألغام التي قامت بتطهير آلاف العبوات الناسفة من تدمر والمدن المحيطة بها خلال الأسابيع الماضية منذ استعادة المدينة الأثرية من داعش".

ويضيف بلايتين: "ولكن بالإضافة إلى معدات إزالة الألغام توجد عشرات من عربات القتال ومدرعات نقل الجنود المتمركزة في هذه القاعدة، ورغم أن وجود مثل هذه المعدات يمكن تبريره لحماية القوات الموجودة بالفعل، فإن روسيا قامت بنشر أنظمة الدفاع الجوي المتطورة جدًا (بانتسير S1) التي تتيح إطلاق الصواريخ وإطلاق قذائف مضادة للطائرات".

وعلى الرغم من غياب التقديرات الرسمية للحجم الفعلي لانتشار القوات الروسية في سوريا، فإنه بحسب ملاحظات طاقم شبكة سي أن أن "لا يقل عدد الجنود الروس في سوريا عن عدة آلاف جنبًا إلى جنب مع الأسلحة المتطورة والبنية التحتية".

ويختتم التقرير بأن الحكومة الروسية قد ألمحت في شهر مارس الماضي عن حجم عملياتها العسكرية في سوريا عندما طلبت أكثر من عشرة آلاف ميدالية لتخصيصها إلى أفراد الجيش العائدين من الصراع في سوريا، كما قتل العديد من الجنود الروس في سوريا، بينهم واحد على الأقل قُتل من جراء القصف.


الجريدة الرسمية