رئيس التحرير
عصام كامل

الأزمة السورية تقسم المثقفين العرب.. اتحاد كتاب سوريا يرفض بيان الاتحاد العام عن مذبحة حلب.. وآخرون يصفون موقفه الحيادي بالمتخاذل.. ومطالب بإقالة رئيس اتحاد كتاب فلسطين بسبب دعم «الأسد»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم تكن الأزمة السورية الأخيرة، سياسية فقط، فقد نالت من اهتمام المثقفين العرب أيضا، واتخذت اتحادات الكتاب العربية البيانات سبيلا للتعليق عليها، لاسيما وأن هذه البيانات صنعت انقساما في الشارع العربي الثقافي على غير المتوقع منها.


«اتحاد الكتاب العرب»
اتخذ الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب برئاسة حبيب الصايغ موقف الحياد تجاه الحرب في سوريا، وظهر ذلك جليا من خلال البيان الذي أصدره بشأن المجازر التي ترتكب في مدينة حلب السورية.

وجاء فيه: «بكثير من الترقب والقلق، يتلقى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، أخبار وصور مئات الشهداء من المدنيين الأبرياء في مدينة حلب السورية، بسبب القصف الجوي المتواصل للمدينة منذ أيام، كجزء من الصراع المسلح الدموي الذي يدور بين جيش النظام الحاكم وجماعات المعارضة المسلحة».

وأضاف البيان: «إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي يمثل جموع الأدباء والمثقفين في الوطن العربي، يؤكد أنه ضد كل الأعمال التي تتنافى وحق الإنسان في الأمن وفي العيش الكريم، وتقلل من قدره ولا تعبأ بحياته، وأنه ليس طرفًا في المعادلة الداخلية السورية بتعقيداتها التي يعلمها السوريون أكثر من غيرهم، لكن تنتابه مشاعر الاشمئزاز والغضب البالغين، جراء استهداف الأبرياء وقتلهم، مهما كانت الأسباب والمسببات».

فلم يكن موقف الحياد كافيا لينجو بالاتحاد من الانتقادات اللاذعة التي لاحقته فور نشر البيان، وسارع اتحاد الكتاب العرب في سوريا بالهجوم عليه واتهامه أن ثمة إرادات سياسية تقف وراء بيانه بشأن سوريا، وبحق الجيش العربي السوري في تشويه للحقائق وإمعان في إراقة الدم السوري.

و استنكروا عدم رجوع حبيب الصايغ إلى رئيس اتحاد الكتاب السوري بوصفه مساعدًا للأمين العام للاتحاد وبوصفه الجهة التي يجب العودة إليها في هذا الشأن لمعرفة حقيقة ما يجري في سوريا حقًا بحسب ما جاء في بيان الاتحاد السوري.

وعلى جانب آخر رأى مثقفون أن موقف الاتحاد من الأزمة السورية متخاذل، ولا يرتقي بمكانة الاتحاد، رافضين ما تبناه من وجهة نظر لم تنحاز لطرف دون الآخر.

«اتحاد كتاب فلسطين»
من ناحيته قرر اتحاد الكتاب الفلسطيني دعم وتأييد جانب على حساب الآخر، بعدما رأى القائمون عليه ضرورة الوقوف بجانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد ودعمه في مواجهة الإرهاب بحسب ما جاء في بيان الاتحاد.

ولم يكتف القائمون على الاتحاد باتخاذ ذلك الموقف، لكنهم زادوا موقفهم دعما من خلال زيارة خاصة لرئيس الاتحاد مراد السوداني، ووليد أبو بكر، ورشاد أبو شاور أعضاء الاتحاد إلى دمشق، التقوا خلالها الدكتورة نجاح العطار نائبة بشار الأسد، وفق ما أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سونا)، والموقع الرسمي لهيئة الإذاعة والتليفزيون السورية.

وعلى أثر ذلك رفض مجموعة من الكتاب والأدباء الفلسطينيين، من خلال بيان صحفي لهم هذه الزيارة جاء فيه «لقد فوجئ الكثير من أعضاء اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين أن رئيس الاتحاد مراد السوداني ووليد أبو بكر ورشاد أبو شاور في زياره خاصة إلى دمشق وفي القصر الجمهوري، ونعلن نحن الكتاب والصحفيين الفلسطينيين الموقعين أدناه براءتنا من هؤلاء وهم لا يمثلوننا ولا يمثلون سوى موقفهم الشخصي»، مطالبين بأخذ موقف واضح تجاه ذلك وسحب الشرعية من أعضاء الاتحاد والضغط لإقالتهم أو الانسحاب.
الجريدة الرسمية