رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. كنيسة الدير المحرق كعبة حج الأحباش في العالم.. توتر العلاقات بسبب سد النهضة لم يؤثر في زوار إثيوبيا.. و«الحسيني»: نصف مليون زائر ديني للأديرة غير مستغلين سياحيا

فيتو

يعتبر الدير المحرق بمحافظة أسيوط قبلة وكعبة الأحباش وخاصة من الإثيوبيين والإريتريين، ومثلما ينهي المسلمون حجهم بعد زيارة مكة بالتوجه للمدينة المنورة عقب إتمام شعائر الحج يعتبر حج كنيسة قسقام بالدير المحرق هو إتمام لحج أقباط الأحباش، ورغم توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا بسبب إنشاء سد النهضة فإن ذلك لم يؤثر فى الإطلاق على أعداد زوار مصر للدير والذي يتخطى نصف مليون قبطي حبشي كل عام.


أقدم كنيسة

يقع الدير المحرق على بعد 8 كيلو متر من مدينة القوصية على مساحة 2000 فدان خارج الأسوار مؤجرة للمزارعين من الأقباط والمسلمين، و30 فدانا محاطة بأسوار تضم كنيسة الدير ومحتوياته ورهبانه حسب تصريحات مسئولي الدير وبه توجد كنيسة الدير المقدسة على جبل قسقام والتي أقامت بها العائلة المقدسة أكثر من 6 أشهر، وبدأت منها رحلة العائلة لبيت المقدس من جديد فكانت آخر مكان أقامت فيه العائلة.

ويشهد الدير في السادس من هاتور من كل العام تاريخ تكريس الدير والذي يوافق 16 من نوفمبر "والذي ما زال الأحباش يصومونه حتى اليوم".

توافد الآلاف
وتتوافد آلاف الجماعات القبطية من الأفارقة والأحباش والذين يمارسون طقوسا خاصة بهم خلال حجهم بالدير ومنها ارتدائهم الثياب البيضاء " الشملة " للسيدات تبركا برداء السيدة العذراء مريم والرجال الملابس البرتقالية ويبدءون في الطواف والدورة وإقامة الصلوات باللغة الأمهارية استخدام الطبول والشموع وإقامة القداس أمام أيقوناتهم الخاصة المقامة منذ العام الأول الميلادي والمكوث في الدير طيلة اليوم وينصرفون في جماعات.

حج للأقباط
ويقول الأنبا باخميوس زوكيل الدير المحرق بأسيوط، إن الأحباش جميعا يحبون الأماكن التي عاش بها المسيح، أما الدير المحرق وكنيسة قسقام له مكانة عظيمة بالنسبة لهم يقدسونه كالأراضي المقدسة بفلسطين ويتممون به حجهم ولذلك فالقادمون منهم لزيارة الأراضي أورشليم وبيت المقدس لا بد أن يأتوا أولًا إلى الدير المحرق لينالوا بركة الرب وبركة كنيسته بجبل قسقام الذي يعتبر جبل الزيتون الثاني.

وأضاف أن الدير المحرق لحج الـأقباط في نفس مكانة المدينة المنورة في حج المسلمين بل وأكثر يعتبرونه المحط الأول لزيارتهم لبيت المقدس، وزيارته عندهم متممة لواجبات الزيارة المقدسة.

وأشار الأنبا باخميوس إلى أن عظمة ومكانة الدير المحرق تكمن في كونه أقدم دير في العالم بالإضافة إلى أن كنيسته هي الوحيدة بمصر والعالم التي أقامها المسيح بنفسه ورش الماء المبارك بيديه الطاهرتين في جميع أركانها حتى أن تراب الكنيسة يقدسه الأحباش ويعتبرونه بركة لأن المسيح داسه بأقدامه المقدسة وهو طفل لذلك قامت إحدى ملكات الحبشة وتدعى الملكة منتواب وكانت وقتها إمبراطورة إثيوبيا بزيارة الدير في القرن الثامن عشر وحملت منه 12 جملا من تراب الدير ومزجته في مواد بناء كنيسة عظيمة في الحبشة وأسمتها كنيسة قسقام.

حجاج إثيوبيا

ويؤكد وكيل الدير، أن الأقباط الأفارقة والأحباش يرتبطون ارتباطا دينيا قويا بمصر وتابعين أيضا للكنيسة المصرية ولا يستطيعون إلحاق الضرر بهم وعند مناقشتهم في مشكلة سد النهضة يقول الحجاج رغم أنهم قرويين لا يملكون ضرا ولا نفعا "نموت عطشا ونسقي مصر" ولكن لا يستطيعون التدخل في الأمور السياسية والمشكلات الدولية وإنما عليهم فقط الدعاء بجعل مصر مباركة دائما فالكثير منهم أقام بالدير وحتى فترة قريبة كان الدير يضم أكثر من 10 رهبان أحباش.

تنشيط السياحة
ومن جانبه طالب عثمان الحسيني، مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة أسيوط، على تذليل جميع العقبات خلال زيارات الأقباط الأحباش لأديرة أسيوط المقدسة، مشيرا إلى أن الدير المحرق وكنيسته ودير العذراء مريم يستقبل أكثر من نصف مليون زائر حبشي خلال العام.
وأوضح أنه خلال أيام مولد العذراء تستقبل أسيوط من 500 إلى 700 قبطي أفريقي في اليوم، لهم طقوسهم الخاصة يمرون بدير العذراء بجبل درنكة في طريقهم للدير المحرق.

ولفت الحسينى إلى أن محافظة أسيوط تمتلك أكبر واقدم أديرة على مستوى العالم، مطالبا عدم إقحام المزارات الدينية والحجاج في السياسة وإن كانوا من إثيوبيا التي تهدد مستقبل مصر بإنشاء سد النهضة.

وأضاف أن السياحة الدينية لا تدر دخلا ولا أرباحا وخاصة زيارة الأحباش لأن الزائر لا يقيم في مصر وإنما تكون زيارة لليوم الواحد عن طريق أتوبيسات خاصة بهم وليست تابعة لشركات السياحة وتكون مقصورة على دخول الكنيسة لذلك تقوم الهيئة بالتعاون مع وزارة الآثار بعمل استراحات جديدة لاستقبال الوافدين وتقديم الإرشادات والكتيبات التي تشير إلى الأماكن الأثرية بالمحافظة لحثهم على زيارتها مرة أخرى دون التقرب للمشكلات السياسية وإنما العمل على تقريب الثقافات.

خلافات سد النهضة

ومن جانبها أوضحت سامية علي، مسئولة السياحة الدينية بمحافظة أسيوط، أن أهمية الدير المحرق للأحباش لا تقل عن أهمية الكعبة والمدينة المنورة بالنسبة للمسلمين، مشيرة إلى أن وفود الأقباط الأحباش تستمر طوال العام وتكثر في عيد العذراء في شهر أغسطس وفى شهر نوفمبر موعد تكريس وإنشاء الكنيسة بالدير المحرق كما أن أديرة أسيوط تشهد العديد من زيارات الأقباط ومنهم الفرنسيين ويتخطى عدد سائحي الأديرة بأسيوط أكثر من 2 مليون زائر.
الجريدة الرسمية