رئيس التحرير
عصام كامل

حريق الرويعي مدبّر!


هكذا يتصور البعض أنهم لا يتخيلون أن حريق الرويعي كان ناتجًا عن إهمال وأخطاء عديدة، بل إن منهم من تمادى أكثر في استنتاجاته وربط ما بين حريق الرويعي والحادث الإرهابي الذي استهدف سيارة شرطة في حلوان، فإن نطاق حريق الرويعي وما نجم عنه من خسائر، والوقت غير القصير الذي احتاجه رجال الإطفاء للسيطرة عليه وإخماده، جعل هؤلاء يشكون أنه حادث ممنهج ومخطط، وهم لهم كل العذر، لأن جماعة الإخوان وبعض حلفائها انخرطوا في عمليات حرق وتخريب بعد الثالث من يوليو ٢٠١٣ والإطاحة بمرسي.


لكن من علم بظروف وأوضاع منطقة الرويعي سوف يضع يده بسرعة على أسباب اندلاع هذا الحريق الهائل في أحد مبانيها، والذي امتد لأحد المخازن التجارية فيها، فهذه المنطقة التجارية لا تتوفر سواء في متاجرها أو مخازنها، مقومات الأمن والسلامة، ناهيك بالطبع عن مبانيها السكانية، ولذلك عندما نشب حريق في مبنى فندق بها، اتسع هذا الحريق وانتشر وطال مباني أخرى واحتاج لثماني ساعات لمقاومته.

الإهمال وعدم توفر شروط الأمن والسلامة وتجاور المتاجر والمخازن التجارية المخزن فيها مواد سهلة الاشتعال، هو سبب حريق الرويعي، ولعل هذا ينبه محافظة القاهرة إلى خطورة وضع منطقة أخرى في القاهرة، هي منطقة النزهة الجديدة، لكي تسرع بتوفير شروط الأمن والسلامة فيها، وكل المناطق السكانية والتجارية في العاصمة، لكي نقي أنفسنا مثل هذه الحرائق، وحتى لا يتصور البعض أنها من أعمال الإرهاب وليست من أعمال الإهمال.
الجريدة الرسمية