رئيس التحرير
عصام كامل

وفاز المسلم «صَديق»


عمدة لندن "صديق خان" محامي حقوق إنسان، وعمره خمسة وأربعون عامًا، وكان عضو مجلس نواب عن حزب العمال عن دائرة من دوائر لندن المتواضعة، وكان وكيل وزارة لشئون الجاليات، ثم وكيل وزارة لشئون النقل، وكذلك كان وزير العدل في وزارة الظل مع زعيم حزب العمال السابق، ثم وزيرًا للمالية، ووزيرًا للندن في وزارة الظل أيضًا، يعنى نقول إن لديه خبرة سياسية معتبرة، وكذلك خبرة خدمة مدنية لا بأس بها، تؤهله لهذا المنصب الرفيع.

كما أنه حصل على نسبة حوالي ثمانية وخمسين في المائة في الانتخابات وهي تعتبر أعلى نسبة يحصل عليها مرشح في بلاد الإنجليز.

ولد صديق (بفتح الصاد) لأب مهاجر باكستاني في نفس المنطقة التي انتخبته نائبًا في مجلس العموم، وعلى ذلك فهو من الجيل الثاني للمهاجرين الآسيويين الذين تذخر بهم بريطانيا، وأذكر أن أحد الإنجليز أخذني في سيارته داخل لندن ودخل منطقة وأخرج ورقة بخمسين جنيهًا وقال لي: هي لك إذا استطعت أن تجد "أنجلو ساكسون" في هذه المنطقة من لندن، حتى أن هناك من يتندر أن لندن عيبها أن فيها إنجليزًا كثيرين.

ولندن مدينة قديمة أنشئت عام ٤٣ ومساحتها حوالي ١٦٠٠ كيلومتر مربع، ويقطنها حوالي ثمانية ونصف مليون نسمة، منهم أكثر من مليون مسلم، أكثرهم من أصول هندية وباكستانية، وأقلهم من أصول عربية، والغريب أنني حضرت اجتماعًا في حزب المحافظين لاختيار مرشح الحزب لعمودية لندن، وكان هناك أربعة مرشحين، أحدهم من أصل باكستاني، لكن الناخبين اختاروا زاك سميث مرشحًا لحزب المحافظين، والذي خسر أمام صديق، وهو أنجلو ساكسون يهودي الأصل.

لندن تعتبر أهم مدينة في أوروبا ومركز التجارة والاقتصاد، ومدينة سياحية من الطراز الأول، ويا ريت خبراء السياحة عندنا يتعلموا من الإنجليز كيف تكون السياحة، كما أن الإنجليز يحبون القدوم لمصر، وقد ذكر لي أحد قناصل مصر في بريطانيا، أن عدد السائحين الإنجليز وصل إلى أكثر من مليون زائر سنويًا في سنوات الرخاء منهم بناتي، لهن أكثر من ثلاث زيارات لشرم الشيخ غير الزيارات معي، لذا يبب المحافظة على هذا المعدل لأجل مصر وكفانا ملاوعة وكذب ونفاق.. تحيا مصر بالعمل الدءوب والإخلاص.

ويجدر بي أن أذكر أن منصب عمدة لندن له أبعاد أخرى.. يقترب من يتولاه من زعامة الحزب الذي يمثله ومنه إلى المنصب الأعلى وهو رئاسة الوزارة، أي حاكم المملكة المتحدة البريطانية، وهو أرفع المناصب على الإطلاق، وطبعًا بالانتخاب الحر المباشر، ونقول إن انتخاب "صديق" انتصار للثقافة الغربية التي تعتمد على الكفاءة والأصلح بغض النظر عن الأصل، وكذلك الديمقراطية التي لا يفهمها الكُثُر، لأن الكوسة أصبحت ديانة وكثر الملحدون.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الجريدة الرسمية