رئيس التحرير
عصام كامل

البذاءة والاختراق في «إعلانات» الأفلام والمسلسلات!


لا تستهينوا بالسطور التالية، حتى لو كانت مختصرة مقتضبة لا تحمل تفسيرات أو معلومات حرفية عن أشياء كثيرة.. إنها حرب على العقل المصري، تستغل فراغًا وعجزًا إعلاميًا كبيرًا وعدم قدرة أو انسحاب من المواجهة، وكذلك قدرة على الدعاية تستخدم إبهارًا لم يسبق له مثيل، بعد رصد أموال لا نعرف من أين تأتي ولا لمن تأتي ولا كيف تمر إلى داخل البلاد!


بلغة أهل السينما والتليفزيون يسمونه "تريلر"، كما يسمونه في أحيان أخرى "البرومو"، وهي عملية "الترويج" للعمل الفني وتسويقه.. والكثيرون فيهما يسيئون استغلال الحرية المتاحة لذلك ومن خلالهما يتم تمرير الانحطاط بلا أدنى مبالغة، وإن كنا نبحث عن مخطط لتفكيك المجتمع المصري وانتزاع مناعته انتزاعًا وتدميرها فعليكم بـ"إعلانات" الأعمال الفنية.

في "تريلرات" و"بروموهات" الأفلام والمسلسلات يتم تمرير البذاءة في الألفاظ والفحش في الأقوال والإثارة التي تدغدغ أحاسيس المراهقين وتداعب غرائزهم، وتضع ألغازًا غير بريئة أمام أطفال مصر، وهي ليست إلا خروجًا عن قيم المصريين وأخلاقهم وانحرافًا في التعبير عن أفكارهم وحياتهم وبيئاتهم، أو على الأقل -أقل الأقل- في الغالب منها كما تحمل إشارات تشكل خروجًا على آداب الشعب المصري غمزًا ولمزًا.

تصريحًا في الغالب وتلميحًا في أحيان كثيرة، وبما يتنافى مع مسلك عموم المصريين بل ويروج هنا لسلوكيات منحرفة وخارجة على أعراف شعبنا وأحواله الاجتماعية الطبيعية وبما يقدم المصريون للشعوب الأخرى في أسوأ صورة ممكنة تضر بالانطباعات المستقرة عن شعب المحروسة، ويتسبب أيضًا في حرج بالغ للمصريين في الخارج، لما يمثله ذلك من طعن في أخلاقيات وسلوكيات أهلهم وذويهم.

الظاهرة قديمة وليست جديدة، لكنها باتت عادة سلبية وسيئة، كلما اقترب رمضان، والأمر كله برمته في حاجة للمراجعة والأمانة، وفي ظل وجود فضائيات من كل الجنسيات فلم نعرف الجهة التي يمكن أن نخاطبها في ذلك، فلا نعرف هل هي نقابة الممثلين أم السينمائيين أم هو التليفزيون المصري أم هي مدينة الإنتاج الإعلامي، أم هو شركة "النايل سات" أم هي مباحث الآداب!

على كل حال.. نأمل أن يهتم مسئول واحد في هذا البلد بذلك، فلا يمكن أن تنشط مباحث التموين كما لم تنشط من قبل لتحمي بطون المصريين، بينما نترك عقولهم ووعيهم وثقافتهم وأخلاقهم وغرائزهم لعبث العابثين، وأفكار المنحرفين، وفضاء واسعًا لكل من هبّ ودبّ من أولاد...!
الجريدة الرسمية