رئيس التحرير
عصام كامل

الحياة على جناح رسالة!


ثلاث رسائل وصلتنى على صفحات التواصل الاجتماعي لفتت نظرى بشدة وربما وصلت غيري، وجدت اهتمامًا كبيرًا من الجمهور، الأولى تروي أن شابًا يركب سيارة حديثة ربما يصل ثمنها ملايين، فإذا أحد الشباب الجالس على إحدى المقاهى قال مستهزئا بصوت عال: اللى أعطاك يعطينا! فما كان إلا أن صاحب السيارة وقف فجأة وقال بصوت عال أيضًا للشباب: اتفضل مفاتيح السيارة ولكن أعطينى كبدك لأني مريض كبد وحالتى متأخرة! كان طبيعيا شعور الشاب بالخجل من صاحب السيارة وتمنى له الشفاء!


باختصار ربما لا تملك سيارة أو قصرا أو شيئا يحلو في نفسك البشرية ولكن مؤكد الله يعوضك عنها لديك صحتك والرضا الذي لا يمكن شراؤه بملايين الدنيا، ربما لا تملك أي شىء ولكن الله العادل أكيد عوضك بأشياء كثيرة أفضل ولكنك ربما لا تشعر بها.

الرسالة الثانية عن البعض منا يجلس ليفتش في حياته السابقة ويحاسب نفسه وربما يعاقبها بالغضب منها ويدخل في نوبة تأنيب النفس، هناك مثل إنجليزى يقول "الأمس لن يعود.. والغد ربما لا يأتى.. فعيش يومك الذي بين يديك..".

وفى الرسالة فيس بوكية تقول: لا تحكم على نفسك من ماضيك، لا تحمل نفسك مسئولية ما وقع لك وما آلت إليه الأمور، في كل مرحلة من حياتك كان عليك الاختيار بين عدة اختيارات، وأنت كنت تختار بناء على توافر لديك وقتها من خبرة ووعى، خبرتك ووعيك الآن يخبرانك أن كثيرا من حياتك كانت خاطئة، ولكن عليك أن تدرك أنك وقتها لم تكن تملك ما تملكه الآن من الخبرة والوعى، وليس عليك أن تتمنى عودة الأيام لتعيد الاختيار، اختياراتك الماضية حتى ولو كانت كارثية فهى صنعت ما أنت عليه الآن، لم يكن الأمر عبثًا ولا هدرا، لقد ضروريا لتكون أنت.. أنت!

وكما جاء في رباعيات الخيام على لسان كوكب الشرق أم كلثوم "لا تشغل البال بماضى الزمان.. ولا بأتى العيش قبل الأوان "خلقنا الله لنحيا ونسعد بالدنيا وليس لكى نشقى أنفسنا فيها؛ لأن التعاسة فعل بشرى وليس سماويا.

الرسالة الثالثة بسيطة وسهلة لمولانا الشيخ محمد متولى الشعراوى يقول: كن نقيا من الداخل، يمنحك الله نورا من حيث لا تعلم، يحبك الناس من حيث لا تعلم، تأتيك مطالبك من حيث لا تعلم!

كيف يحدث هذا يامولانا ؟؟ يقول شيخنا الإمام: النقى من الداخل صاحب النية الطيبة، من يتمنى الخير للجميع بدون استثناء- لاحظ صديقى القارىء الخير للجميع لم يحدد دين أو جنسية أو لون...إلخ ويضيف: فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتك شيئًا وغناهم لن ينقص رزقك، وصحتهم لن تزيد مرضك، فقط كن صاحب نية طيبة ونقيًا من الداخل.. تصبح في عين الله.

ويؤكد هذا أن القلب لا يعلم ما فيه سوى الخالق، وعندما يكون نقيًا فيظهر ذلك على وجهك، كنا أناسًا يبدون في أواخر العمر وهم لا يزالون شبابًا؛ لأنهم بقلوب مريضة بالحقد والكرة على الناس، وآخرون بلغوا من العمر مبلغًا ولكنهم يظهرون أصغر من سنهم الحقيقى أحيانًا بعشرات السنين؛ وذلك لأن قلوبهم محبة للخير للناس جميعًا، بفضل كرم الله عليهم وحبه لهم..

اللهم اجعلنا من عبادك الذين يحبون الخير للناس كل الناس، واللهم اجعلنا راضيــن ومرضين بفضلك لا بعدلك، واجعلنا كما تحب وترضى في نهاية عمرنا.. اللهم أمين.. اللهم أمين..!
الجريدة الرسمية