عفوًا.. المرأة المصرية ليست مادة إعلامية
أتحدث اليوم عن الإعلام للمرة الرابعة فقد كتبت فيما سبق في ثلاث مقالات عن بعض المنابر الإعلامية وبعض القنوات الفضائية التي تستخدم -من خلف ستار حرية الرأى- آلية قوية لمحاولة تفتيت المجتمع وبث بذور العنصرية والطائفية لهدم تماسك المجتمع المصرى؛ ففى 16 مايو 2015 كتبت مقال بعنوان "مصر مش فوضى.. عن الإعلام أتحدث "وكان مضمون المقال كالآتى:
"إن الإعلام الموجه الآن بمثابة أحد الحروب الناعمة التي تعبث بأمن الوطن، حيث نجد ممارسة أشباه الإعلاميين للسيطرة على الإعلام، وأتساءل عن بعض القنوات التي تقدم برامج تحاول تصدير ثقافة غريبة عن المجتمع المصرى، بل تُقدم سلوكيات مُنحرفة لنشر الغوغائية الأخلاقية للمجتمعات البربرية."
وأشرتُ إلى بعض القنوات الفضائية المملوكة لأحد أعضاء مجلس النواب حاليًّا وكان من ضمن كوتة الأقباط - على قائمة في حب مصر- والتي كانت تقدم ضمن برامجها برامج عن التحول الجنسى وما شابه ذلك، وطرحت في هذا المقال هذه الأسئلة، أين المراقبة في تمويل هذه القنوات والبرامج؟ ومن أين تأتى هذه التمويلات وما أجندتها؟... أين ميثاق الشرف الإعلامي؟
أما مقالى الثانى عن الإعلام بعنوان "وتعيش ياجيش بلدى" وقد نشر في 14 يوليو 2015 وتحدثت فيه عن محاولة بعض الأقلام المأجورة وبعض القنوات تصدير إشاعات غايتها تفتييت وحده الجيش المصرى ولكنهم لم يستطيعوا لأنهم نسوا تاريخ هذا الجيش العظيم، والمقال الثالث كان بعنوان "مفيش مشكلة خالص" وتناولت فيه نماذج إيجابية لبعض البرامج الوطنية بتاريخ 24 أبريل 2016.
أما في مقال اليوم أتناول ما حدث في برنامج العاشرة مساءً والحوار الذي دار من بعض الضيوف الذين لا يمثلون الكنيسة ولا يمثلون السيدات المصريات المسيحيات، ومن ثم وجدت الحوار يأخذ شكلا غير لائق ببنات وسيدات الكنيسة، وقد أصدر المتحدث الرسمى للكنيسة بيانا تجاه هذا الحوار كالآتى:
"نحترم بناتنا وضيوف الأبراشي لا يمثلوننا"
وأكد القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية "أن الكنيسة تثق في بناتها وتحترمهن وتقدرهن، معبرًا عن استياء الكنيسة مما جاء بحلقة برنامج العاشرة مساءً - والمُذاع على إحدى الفضائيات - والتي تناولت ملابس البنات والنساء المسيحيات والتي يرتدونها في مناسبات الزفاف، مؤكدًا على أنه حين تكون هناك أي ملاحظات للكنيسة على هذا الأمر فعلاجه يكون من خلال العمل الرعوي داخل الكنيسة، ولفت المتحدث الرسمي - في تصريحات صحفية أصدرها الأربعاء الماضى - إلى أن التنبيهات التي تصدرها بعض الإيبارشيات تدخل في نطاق العمل الرعوي ولا تعني مطلقًا عدم ثقة الكنيسة في أبنائها، وشدد على أن ضيوف الحلقة المذكورة لا يمثلون الكنيسة ولا يتحدثون باسمها ولا يعبرون عن رأيها، وما طرح من آراء فهي تخص أصحابها فقط."
وقد أصدرت الكنيسة قرار بابوى رقم 7 لسنة 2016 مضمونه كالآتى: تقرّر إيقاف القس شنودى منصور عن جميع الأعمال الكهنوتية لحين انتهاء التحقيقات معه، بمعرفة المجلس الإكليريكي للكهنة، فيما نُسِب إليه، يذكر أن القس شنودة قد شارك في برنامج حواري بإحدى القنوات الفضائية أثار الرأي العام القبطي مما دعا المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية إلى إصدار تصريحات صحفية استنكر فيها ما جاء في البرنامج من اساءات لبنات الكنيسة.
وفى الواقع قد تعامل قداسة البابا تواضروس بحكمة شديدة كعادة قداسته فيما يخص الكنيسة وقدم نموذج لاحترامه وتقديره ليس للمرأة المسيحية فحسب وإنما للمرأة المصرية، ولكن أطرح التساؤل فيما يخص الإعلام وأقول أين ميثاق الشرف الإعلامي وأين احترام بعض القنوات الفضائية في عملها لمفهوم التماسك والوحدة للشعب المصرى، ألا يُدركون هؤلاء أن برامج كهذه لها آثار سلبية على اللُحمة الوطنية، وألا يُدركون هؤلاء أن السيدات والبنات المسيحيات مصريات بالأساس وهذا خطأ في حقهن!
مصر تعيش الآن في مرحلة البناء ومرحلة البناء تتطلب كل يد وكل عقل وكل قلب مخلص يحب هذا الوطن ولا تتحمل هذه الثعالب الصغيرة.. عفوا لكل من ينطق باسم أي مواطن أو مواطنة مصرية لن نسمح لكم باغتيال أحد ولن نسمح لكم بإهانة قطاع كبير من المرأة في مصر، وأقول لكم عفوًا المرأة المصرية.. ليست مادة إعلامية.