رسالة للوزير النيجاتيف !
الحديث عن أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية قد يجرك للحديث في الكثير من الزوايا الفرعية التي لا تشغل بالي بحكم أنني لم ولن أنتمي إلى حزب ولا توجد أي خصومة أو مصلحة بيني وبين الداخلية كما أنني لا علاقة لي بما يسمى أجندات.. وما يشغل بالي الآن وبعد فترة من التدقيق والتحليل هو: "أين الحقيقة في هذه الأزمة؟".
فلا أحد يقبل أن تتستر النقابة على متهمين كما أنه في نفس الوقت لا يمكن قبول اقتحام النقابة للقبض على المتهمين.. فإذا كنت أحتفظ بالعديد من الملاحظات على مجلس النقابة الحالي فهذا لا يمنع من مساندتي له في هذه الأزمة إذا كان فعلا وحقا وصدقا تم اقتحام النقابة من الداخلية في سابقة تعد الأولى في تاريخ النقابة.
والغريب والعجيب في الموضوع أنه حتى الآن لم يثبت مجلس النقابة أن الاقتحام قد تم بالفعل ولم تثبت الداخلية أنها لم تقتحم.. ففي الوقت الذي أصبح فيه الشعب المصري مريض بالموبايلات والتكنولوجيا الحديثة وتصوير كل ما هو تافه أو مفيد ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي ليل نهار لم نجد واحد فقط من الـ 90 مليونا قام بتصوير الحقيقة في هذه الأزمة.
فلو افترضنا أن الاقتحام كان قد تم فهذا كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. ولو افترضنا عدم وجود اقتحام والذي تم هو دخول الضباط للقبض على المتهمين فهذا أيضا كارثي من وجهه نظري لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها عدم اتباع الإجراءات المنصوص عليها في القانون لمثل هذه المواقف.. فلم يتواجد ممثل من النيابة العامة أو من النقابة لكي يتحقق الشكل القانوني لهذا الموقف خصوصا أنك تتعامل مع نقابة ثم أنه واضح وجود تربص وأسرار غير معلنه بين النقيب ومجلسه مع الداخلية.. أما الدخول في تفاصيل من تم القبض عليهم ولماذا فهذا الأمر لا يشغلني كثيرا بحكم أنني أدافع عن مبدأ وعن قضية مهنية بحته ليس لها أي علاقة بالسياسة.
ومن خلال كل ما سبق يمكن توجيه الرسالة التالية لنقيب الصحفيين ووزير الداخلية النيجاتيف.. فيا سيادة النقيب.. عليك إثبات واقعة الاقتحام لتزداد مساندة الصحفيين البعيدين عن التوجهات السياسية.. كما يجب استغلال هذه الأزمة لإقناع معارضيك وأنا واحد منهم بأنك جدير بهذا المنصب فعلا..!!
ويا سيادة الوزير.. هي ليه وزارة حضرتك بتطبق القانون على الكيف.. أيوه على الكيف.. هو مش القانون بيدك الحق أنك تقبض على من يقوم بالتحريض والتخريب وتهديد الأمن القومي ثم تقدمه للنيابة تحقق معاه زي ما بيحصل منكم ضد البعض على مواقع التواصل الاجتماعي أو في وسائل الإعلام.. طاب حضرتك مسمعتش حد خالص قال في التليفزيون إنه ممكن يولع في مصر واللي فيها وشتمك انت شخصيا.. وإلا هو بنسمع اللي على مزاجنا وبنطنش اللي على مزاجنا ونطبق القانون على اللي قارفينا ومصدعينا ونتجاهل حبايبنا ونور عنينا اللي بنحتاجهم وقت العوزة ؟! إديني برضه عقلك!!
وأخيرًا.. رحم الله شهداء الوطن من الشرطة الذين راحوا ضحية الإرهاب الغادر اليوم في حلوان...