رئيس التحرير
عصام كامل

أزمات بين الدول لأسباب «تافهة».. خلاف أمريكي روسي بسبب «الأيس كريم».. الخمر يلغي حفل غداء بين الرئيسين الفرنسي والإيراني.. كلب ضال يشعل حربا بين اليونان وبلغاريا.. وقصة حب تثير غضب

فيتو

رغم أن العلاقات الدبلوماسية بين الدول، تقوم على أسس تراعي المصالح المشتركة بين الدول فإن هناك بعض الأفعال تؤدي إلى نشوب حروب بين الدول بسبب اللهو أو لأسباب تافهة.

الأيس كريم
وكان آخر الأزمات عندما حاولت شركة روسية الاستفادة من العلاقة الفاترة بين موسكو وواشنطن، عبر إنتاج آيس كريم باسم «ليتل أوباما» (أوباما الصغير) مما أثار غضب مسئولين أمريكيين، وتظهر على غلاف المنتج المزين بالشوكولاتة والمسمى باللغة الروسية «أوبامكا» صورة فتى أفريقي مبتسم يضع قرطًا في أذنه ويمسك بالآيس كريم.
وقالت الشركة المنتجة للآيس كريم في بيان: إن المنتج جزء من حملة موجهة للأطفال وتظهر شخصيات مبهجة بأشكال ونكهات مختلفة؛ حيث يرمز الآيس كريم إلى الأعراق البشرية الرئيسية على كوكبنا، أما صورة الفتى فمستوحاة من فيلم سوفييتي، مضيفة أن أسماء الآيس كريم يجب أن تكون بارزة، بالنسبة لأصحاب الخيال الواسع، من الممكن أن تتبادر تلميحات مختلفة إلى الأذهان.. لكن هذا المنتج للأطفال وهو بعيد تمام البعد عن السياسة».
ومن ناحية أخرى، أكد مسئول أمريكي أن ما يحدث مثير للإحباط، مضيفًا: «محبطون من النزعة المعادية لأمريكا التي يقودها الإعلام الروسي».


غداء عمل

ورغم أنه المفترض اتسام الدبلوماسيين ورؤساء الدول بالدبلوماسية وحل النزاعات أو الخلافات بالحنكة، فإن البعض يشعل الأمر لأتفه الأسباب، وهذا ما حدث حينما ألغت فرنسا حفل غداء بين الرئيس الإيراني والمسئولين الفرنسيين، بعد طلب دبلوماسيين إيرانيين أن تكون الوجبة خالية من الكحول، حسبما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، في يناير 2016.
وأوضحت الجارديان أن الجانب الفرنسي برر موقفه بأن تقديم المأكولات الفرنسية المحلية المترافقة مع الكحول والخمور هو من صميم العادات والتقاليد الفرنسية، وأن تقديم وجبة "صديقة لإيران" يتعارض مع مبادئ وقيم الجمهورية الفرنسية.
واقترح قصر الإليزيه تناول الإفطار وجبة بديلة عن الغداء كي يلتقي الرئيسان على مائدة واحدة، إلا أن الجانب الإيراني رفض الفكرة؛ حيث قال مصدر لمحطة الراديو الفرنسية "RTL": "لقد أضاع الرئيسان فرصة ثمينة للقاء بعضهما في أجواء خالية من التوتر أثناء تناول وجبة".
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن روما لم تفعل ما قامت به فرنسا، فهي لم تلغ الخمر من مائدة الطعام فقط، بل قامت أيضًا بتغطية التماثيل الرومانية العارية، وذلك بالرغم من عدم طلب إيران لهذا، في الوقت الذي وقَّع فيه الرئيسان صفقات اقتصادية بمبلغ 20 مليار دولار.


قصة حب

ومن غداء العمل إلى قصص الحب، حيث تسببت قصة حب لفتاة سعودية عشقت شابا يمنيا في أزمة دبلوماسية بين صنعاء والرياض في 2013، إثر هروب الفتاة السعودية مع فارس أحلامها إلى اليمن واجتيازهما للحدود السعودية اليمنية مشيا على الأقدام، هروبا إلى عش الزوجية، وهو ما أشعل السلطات السعودية محاولة بكل الوسائل إعادة الفتاة إلى أراضيها.
وما لبثت قصة هدى علي عبد الله النيران الفتاة السعودية، إلى أن تحولت بشكل متسارع لقضية رأي عام؛ حيث تفاعل عدد كبير من المواطنين السعوديين واليمنيين معهما، فضلًا عن تفاعل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية معهما، فأجمع الكل على الرفض القاطع للفتاة بالعودة إلى السعودية وطلب اللجوء الإنساني في اليمن بغرض الزواج من الشاب اليمني عرفات ردفان.


حرب الكلب

في 22 أكتوبر 1925 كان أحد الجنود اليونانيين يلهو مع كلبه، حينما دخل الكلب الحدود البلغارية، وعلى الفور قام أحد الحراس البلغار بقتل الكلب بالرصاص، وهو ما استفز الجندي صاحب الكلب بل والدولة اليونانية كلها للانتقام للكلب، فقامت بغزو المنطقة في اليوم التالي، وطردت الجنود البلغار من المنطقة، وحينها لجأت بلغاريا لعصبة الأمم، والتي أمرت اليونان بالانسحاب الفوري من المنطقة، ودفع تعويضات لبلغاريا، وهو القرار الذي امتثلت له اليونان.
واستمرّت حرب "الكلب الضال" لمدة 10 أيام (من 23 أكتوبر وحتى 2 نوفمبر 1925)، وخلفت 52 قتيلا من الطرفين، واضطرت اليونان إلى دفع تعويض مادي للدولة البلغارية عن الأضرار التي لحقت بها.


قتل خنزير

أوشكت حرب على النشوب بين بريطانيا وأمريكا، وكانت الشرارة الأولى عند إطلاق جندي بريطاني النار على خنزير في الأراضي الأمريكية وقتله، لكن أمريكا قررت على الفور حشد كامل قواتها، وتجمعت على الحدود بين الطرفين، وانتظرت الرد البريطاني.
الردّ البريطاني وصل بعد عدة أشهر من مقتل الخنزير، وكان من خلال خطاب اعتذار رسمي عن الواقعة، وبهذا لم يُسفر عن هذه الحرب التي استمرت لأربعة أشهر منذ يونيو وحتى أكتوبر 1859 سوى مقتل خنزير واحد فقط دون أية خسائر بشرية.

الجريدة الرسمية