رئيس التحرير
عصام كامل

طقوس خاصة في احتفالات مولد الشيخ على الروبي بالفيوم

فيتو

تستعد الفئات الشعبية بالفيوم مع قدوم شهر شعبان، للاحتفال بمولد الشيخ على الروبي، في ليلة النصف من شعبان، ويتميز احتفال مولد الروبي بطقوس خاصة، أهمها طهي الكشك باللحم وتوزيعه على الغلابة ومجاذيب الشيخ.


وحتى وقت قريب كان يأتي إلى احتفالات مولد الروبي الآلاف من مريديه في كل محافظات مصر، وكل من هو من خارج المحافظة كان يبيت في الفيوم من ليلة 13 شعبان وحتى ليلة 16 من الشهر، ومعظمهم كان يتخذ من المسجد الملحق بالضريح مكانا للمبيت، وبعد ثورة يناير اختفت معظم الاحتفالات بالموالد في الفيوم ومنها احتفال مولد الروبي، ويكتفي مريدوه بالإنشاد الديني في ليلة النصف من شعبان ومولد الروبي.

ويعتبر مسجد الروبي من أهم الآثار الإسلامية في الفيوم ويقع في حى الصوفي في الطرف الغربي من المدينة ويرتاده الآلاف من منتصف شهر شعبان للاحتفال بمولد الشيخ الروبي ويقيم بعضهم بالمسجد حتى نهاية شهر رمضان.

ويتصل نسب الشيخ على الروبي إلى البيت العباسي وهو من سلالة العباس عم الرسول، وعاصر الظاهر برقوق عندما كان أميرا ويقال إن الشيخ علي الروبي بشره بتوليه السلطنة وعندما أصبح سلطانا بنى له مقاما ومسجدا ليجتمع فيه بتلاميذه.

وتوفي الشيخ علي الروبي سنة 785هجرية/ 1383 ميلادية، وأنشأ الضريح والمئذنة والمسجد بداية عصر السلطان الظاهر برقوق سنة 784هجرية، وانهارت المباني بفعل عوامل التعرية، أما الضريح والمئذنة الحاليان فيرجع بناؤهما للعصر العثماني في 1120هجرية، وجدد الـأمير أحمد كتخدا الضريح والمئذنة.

الضريح من الخارج له أربع واجهات ثلاث منها ملاصقة لمنازل مجاورة، أما الواجهة الرابعة وهي الجنوبية الشرقية بها بابان يؤديان إلى داخل الضريح أحدهم بالطرف الشرقي.

وعلي جانبيه "مكسلتان" وهى ما تشبه المصطبة، متوجة من أعلي بعقد مدائني ويعلق على فتحة الباب مصراع خشبي والآخر بالطرف الجنوبي وهو على الجدار مباشرة، ويتقدم هذه الواجهة بائكة رباعية ويعلو القبة الهلال.

وتم تخطيط المسجد بمسقط أفقي مربع يبلغ ضلعه 8.20 أمتار بصدر كل ضلع من أضلاعه دخلة سعتها 4.70 أمتار، وتشرف كل دخلة من الدخلات على التربيع الأوسط ببائكة ذات عقدين مدببين يرتكزان على عمود في الوسط ويعلو كل تاج عمود طبلية خشبية وبصدر كل دخلة عدا الدخلة الجنوبية الشرقية قنديلة بسيطة، حين الأخري بها مضاهية دخلة مسدودة يحيط بكل منها عقد ثلاثي بارز وعلي جانبي كل دخلة خزانتان.

ولا يوجد بالضريح محراب مجوف نظرا لضيق المساحة كما أن الضريح ليس مكان للصلاة والضريح كان ملحقا بمسجد الروبي ولذا اكتفى المعمار بتحديد القبلة بواسطة محراب رمزي صغير من الجص (الطين).

ومئذنة المسجد مجاورة للطرف الجنوبي للضريح وهي عثمانية العهد مملوكية الطراز، تتكون من الخارج من القاعدة من شكل مكعب بنواصيه أعمدة يلي القاعدة منطقة الانتقال للوصول إلى البدن المثمن وذلك بواسطة مثلثات مقعرة يلي ذلك منطقة غائرة مثمنة، وبعد ذلك البدن المثمن وكل ضلع من أضلاعه يتوجه عقد مدبب يحيط بها إطار، من ميمات مستديرة ويتوج البدن ثلاثة صفوف من المقرنصات.

وتم ترميم الضريح حديثا في أبريل 1994 على نفقة المجلس الأعلي للآثار، وتم ترميمه أيضا بالجهود الذاتية على نفقة المواطنين بقرار من اللجنة، الدائمة في فبراير 1997 وفي عام 2006، كما تم ترميم القبة والمئذنة ترميمًا، معماريا دقيقًا شاملًا وحالة الضريح جيدة، فيما عدا الرطوبة بالأرضيات، التي أدت إلى تساقط بعض طبقات الملاط في أسفل الجدران.
الجريدة الرسمية