رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة إسرائيلية: زراعة القمح والذرة صنعت حضارة الفراعنة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أكدت دراسة إسرائيلية جديدة أعدها مجموعة اقتصاديين في إسرائيل بالتعاون مع خبراء من إيطاليا، أن تراكم الثروة لا يجلب التقدم البشري، وإنما القدرة على جمع المحاصيل.


وقال أحد الخبراء الإسرائيليين الذين شاركوا في الدراسة إن أحد النماذج الرائدة في هذا المجال هم المصريون إذ زرعوا القمح والشعير والأرز، والأمر ذاته بالنسبة للصينيين الذين زرعوا الذرة، موضحًا أنه لا توجد حضارة يمكن أن نشير إليها لم تعتمد على زراعة الحبوب، في إشارة منه إلى أن محاصيل القمح والذرة هي التي صنعت أقدم الحضارات مثل الحضارة المصرية والصينية.

وأضافت الدراسة الإسرائيلية، التي نشرت في صحيفة "هاآرتس" العبرية أن أرباح فائض القمح المصري استعان به الفراعنة في تمويل بناء الأهرامات.

وأوضحت الصحيفة، أن أحد الأسئلة الأكثر إثارة للاهتمام في الاقتصاد وتاريخ البشرية هو سبب تأسيس المجتمعات ذات التسلسل الهرمي، وفي وقت لاحق تأسيس الدول والإمبراطوريات.

وتابعت الصحيفة بأن أجزاء كبيرة من من البشرية انتقلت من المجتمع البدوي الرعوي إلى الزراعي مثل الشرق الأوسط والصين وطوروا منظومة اجتماعية متقدمة وأقاموا المؤسسات واستعانوا بالتكنولوجيات المتطورة.

وأكملت: "ولكن ما جري في المجتمعات الأخرى، مثل أفريقيا، وشرق آسيا، الذين ظلوا قبليين؟ أو -إذا صح التعبير- لماذا أوروبا غزت واستعبدت أمريكا وأفريقيا وليس العكس؟ موضحة أن التفسير المعتاد لعدة قرون هو أن طرق الزراعة المتطورة خلقت طفرة اقتصادية ولدت فائضا، وهذا الفائض مكن من تشكيل النخبة التي لا تعمل في هذا المجال، ولكنها متخصصة في جمع الضرائب، وإنشاء قوة عسكرية ونظام حكم.

وأشارت إلى أن الدراسة الجديدة تسعى لتحدي وجهة النظر التقليدية لتؤكد أن المجتمعات التي تتمكن من جمع الحبوب الزراعية مثل القمح والأرز التي تتميز بسهولة نقلها وتخزينها أكثر من الخضراوات مثل البطاطس والبطاطا الحلوة، والتي تفسد بسرعة لديهم قدرة على تطوير دولهم أكثر وصنع حضارتهم.
الجريدة الرسمية