رئيس التحرير
عصام كامل

أنا مسئول سابق.. إذن أنا مُعارض!


لو راجعنا ما تقدمه الفضائيات وما تنشره الصحف والمجلات، وتذيعه المواقع الإخبارية، لمدة أسبوع واحد، لوجدنا عددًا من المسئولين السابقين الذين تولوا مواقع حكومية في بعض الفترات الماضية، قد انطلقوا لا يوجهون فقط الانتقادات لزملائهم الحاليين، وإنما يهاجمون السياسات المعمول بها في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأيضًا الثقافية.. لماذا تحول هؤلاء إلى رافضين سياسات سبق أن دافعوا عنها ورددوا لها بقوة وكانوا يتصدون لمن ينتقدها أو يطالب بتغييرها.


فما الذي تغير؟ التغير الوحيد الواضح لدينا هو التبدل الذي أصاب مواقع هؤلاء، إنهم فقدوا مناصبهم وتركوا مقاعدهم من القيادية سواء كانت مواقع وزارية أو غير وزارية، أي أنهم عندما كانوا ضمن الحكومة كانوا يدافعون بحرارة عن هذه السياسات، وعندما تركوا الحكومة بدلوا رأيهم في هذه السياسات.

والغريب أنه لا أحد سألهم لماذا فعلتم ذلك أو لماذا تغيرت آراؤكم ومواقفكم؟ وإنما الذي حدث هو أننا كإعلام سارعنا لنقدمهم على صحفات مطبوعاتنا وعلى شاشات فضائياتنا بوصفهم الخبراء الذين يتعين أن نسمع لهم وباهتمام، دون النظر لتاريخهم الماضي، وبغض النظر عما فعلوه وقاموا به سابقًا.
الجريدة الرسمية