رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تبحث عن تاريخها في مصر.. علماء الآثار اليهود في البعثات الأجنبية كلمة السر في التهريب.. رجال الأعمال يسعون لإقامة متحف يهودي في أمريكا بآثار مصرية.. والأموال مقابل تزييف التاريخ

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تسعى إسرائيل والكيان الصهيوني بكل ما يمتلك من خدع وأساليب ملتوية، إلى تزييف التاريخ لصالحهم، وإثبات تاريخ لهم على حساب الحضارة المصرية وباقي الحضارات العربية، مستغلين في ذلك ثورات الربيع العربي والمشاهد المتأججه في معظم الدول والبلدان العربية وسرقة بعض القطع الأثرية الإسلامية، والتي لها مدلولات دينية لتطويعها لصالحهم، وإثبات وجودهم وحتى لو كان ذلك مزيفًا، إلا أنه بعد ذلك سيصعب على أي دولة إثبات أحقيتها في هذه القطع الأثرية نتيجة خلط القطع الأثرية ببعضها، وإقامة متاحف ومعارض للآثار بها.


ويساعد إسرائيل في الحصول على بعض القطع المصرية، العديد من أفراد البعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار في مصر ممن يعتنقون الديانة اليهودية، الذين يحملون جنسيات مزدوجة.

ويقول نور الدين عبد الصمد، مدير عام التوثيق الأثري في وزارة الآثار، إن مصر سمحت لبعض البعثات الأجنبية بالعمل بالتنقيب عن الآثار وذلك منذ منتصف الستينيات، وكانت أولى البعثات التي مارست هذا الفعل البعثة النمساوية في تل الضبعة بمحافظة الشرقية برئاسة الأثري مانفريد بتاك، والذي ما زال يبذل مجهودات مضنية لإقامة متحف لآثار اليهود في منطقة تل الضبعة.

وأضاف أنه على الرغم من أن هذه البعثات تقوم بتزييف التاريخ المصري القديم لصالح دولة إسرائيل، وتقوم بنشر مقالات وكتب بشتى اللغات في إسرائيل، ومن ثم توزعها إسرائيل في جميع أنحاء العالم، فإن مصر لم تتخذ أي إجراء في مواجهة هذه البعثات، وأولها الرد على هذه الادعاءات ردًا علميًا موثقًا بواسطة علماء متخصصين في الآثار، وهم كثر في مصر، وقادرون على دحض هذه الأوهام.

ولفت إلى أن الدكتور سيد توفيق العميد الأسبق لكلية الآثار جامعة القاهرة ورئيس هيئة الآثار المصرية الأسبق، أصدر قرارًا جريئًا عام 1989 بمنع عمل البعثات الأجنبية في مصر، إلا أنه فوجئ بحالة هياج صارخة من بعض الدول خاصة الأوروبية منها بالاعتراض على هذا القرار الذي لم يستمر إلا عدة أيام، حيث اضطر الدكتور سيد توفيق لإلغائه.

وأوضح نور الدين عبد الصمد، أن على رأس البعثات الأجنبية التي تمارس دورًا في تزييف التاريخ بعثة "إدجار بوش"، والذي يحمل الجنسية الألمانية والتي جاءت إلى قرية قنتير بمحافظة الشرقية عام 1979، ورئيس البعثة دار حوله الكثير من الشكوك خاصة بعد حرصه على شراء مقابر المسلمين للتنقيب أسفلها مقابل مبالغ ضخمة جدًا، كذلك استئجاره للأراضي الزراعية من الفلاحين بمبالغ كبيرة حتى ينقب فيها أيضًا، كلها أمور تثبت صحة ما يقال عن أن البعثات تقوم بمهام جاسوسية أكثر منها علمية، وتعمل لجمع المعلومات وسرقة الحضارات القديمة، ومن الأمور الأخرى أيضًا أن البعثة تقيم حفلاً سنويًا تدعو إليه السفارات الأجنبية وأعيان المنطقة، وعندما استفحل الأمر قدّم الأهالي شكوى إلى المسئولين قبل الثورة بتحركات هذه البعثة، فقالوا لهم إنهم تحت المراقبة، لكنهم لم يفعلوا شيئًا.

بعثة آلان زيفي
هو مكتشف مقبرة عبريا بسقارة، مركز البدرشين، محافظة الجيزة، أو "عبرائيل" كما يدعي في كتبه ومقالاته حيث لم يرد اسم عبرائيل في أي مكان في المقبرة، وكان عبريا رئيس الوزراء في عهد الملك أمنحتب الثالث من ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وادعى آلان زيفي أن عبرائيل هو سيدنا يوسف عليه السلام في كتابه الشهير الوزير المنسى، الذي ألفه باللغة الفرنسية ونشره في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أن الأثاث الجنزي لعبريا كان على الطريقة الفرعونية الخالصة، فإن عبريا لم يسلم من أوهام آلان زيفي، وظل يجول العالم وينشر في المحافل الدولية أن عبريا أو عبرائيل -كما يدعي- يهودي وإلى الآن يعمل بمنطقة سقارة.

بعثة جيمس هوفماير
هو رئيس بعثة مركز البحوث الأمريكية التي كانت تعمل في منطقة تل البرج بمحافظة شمال سيناء في مقدمة هؤلاء الأثريين اليهود الذين يعملون في مصر، فرغم أن هوفماير عضو في جمعية الآثار اليهودية، كما أن البعثة التي يرأسها تتبع جامعة "ترنتي" التي تقوم بتدريس التوراة، فضلاً عن أنه كان يعمل أستاذًا للتوراة وتاريخ الشرق الأدنى بهذه الجامعة.

ورغم عمله مع البعثة الإسرائيلية في التنقيب عن الآثار بسيناء بعد احتلالها عام 1961 تحت رئاسة أستاذه "أليعازر أورين"، أستاذ الآثار بجامعة "بن جوريون" بتل أبيب، قام المجلس الأعلى للآثار بمنحه حق التنقيب عن الآثار ليقوم بتزيفها بما يخدم الأهداف الصهيونية ومزاعمها وهذا ما ظهر من خلال مؤلفاته واللذين يحملان عنواني "إسرائيل في مصر" و"إسرائيل القديمة في سيناء،" حيث يدعم من خلالهما مزاعم اليهود في سيناء ومصر، مدعيًا أحقيتهم في بناء دولتهم من النيل للفرات، رابطًا بين الاكتشافات الأثرية وما ذكر في التوراة، إلى جانب المغالطات التاريخية التي تدعم المزاعم اليهودية مثل الادعاء بعدم وجود حقوق تاريخية لمصر في سيناء، والتأكيد أن حدود مصر تقف عند حدود بحيرتي المنزلة والتمساح.

البعثة التشيكية بأبو صير
مازالت تعمل في منطقة "أبو صير"، مركز البدرشين، محافظة الجيزة، ومدير البعثة الحالي هو ميروسلاف بارتا الذي يتردد على سيناء، ومقابلاته مع شيمون بريز في إثيوبيا، وليس أدل على ذلك أن بارتا يحاضر في جامعات تل أبيب.

وألّف ميروسلاف بارتا، رئيس البعثة التشيكية سنة 2002، كتابًا اسمه "سنوحي والكتاب المقدس"، وجاءت هذه الفكرة لبارتا أثناء وجوده كمحاضر للآثار المصرية بجامعة تل أبيب، وذلك أثناء لقائه بالأمريكي الصهيوني توماس ليفي المحاضر بالجامعة نفسها.

البعثة المجرية 
يرأسها صهيوني يدعى زلتان هو رفث، حيث عمل بمنطقة اللاهون بالفيوم، وجاءت البعثة إلى مصر في عام 2002 حيث كان الهدف الأساسي من عملها هو محاولة إثبات المزاعم الصهيونية بأن اليهود هم من بنوا الأهرامات، خاصة أن رئيس البعثة اليهودي على علاقة وثيقة بـ"جيمس هوفماير" الذي ادعى أن سيناء إسرائيلية وتعدى رئيس البعثة على الحفائر المصرية في معبد الوادي باستخدام شينيور، بما يعتبر تدميرًا للآثار، وفتح آبار مودوع بها ودائع أثاث.

وكشفت مجلة النيوزويك الأمريكية الشهيرة مؤخرًا، عن فتح متحف جديد العام المقبل لصالح الملياردير ستيف جرين الذي أنفق نحو 800 مليون دولار ليجمع من القطع الأثرية القديمة ما يستطيع لبناء متحف للكتاب المقدس في واشنطن العاصمة، خلال السنوات السابقة، وفي هذه الأيام تتم عمليات سرقة كبيرة في مصر من المتاحف.
الجريدة الرسمية