رئيس التحرير
عصام كامل

طرد أوغلو..الاختفاء«القسري» لرئيس وزراء تركيا!


رئيس وزراء تركيا "القصير" يخرج من الباب العالي إذن.. ويعلن عدم ترشحه في انتخابات الحزب القادمة على رئاسته، وبالتالي فما جري من أوغلو بمثابة استقالة من رئاسة الوزراء.. لكننا نتوقف عند إشارة أوغلو عندما قال أمس إن "عدم ترشحه ليس اختياريا" طبقا لأفضل الترجمات لتصريحه ليعلنها مدوية أن أردوغان أزاحه من أمامه وأجبره على الرحيل، وبما يعني وكما أسمته الصحف الغربية "انقلاب قصر" ليصح القول فعليا إن أوغلو ترك منصبه قسريا و" قصريا "ومكرها لا بطلا!


أردوغان يعلنها للعالم أن تركيا لا تحتمل زعيمين، والحزب الحاكم لا يتحمل قائدين حتى لو كان الآخر هو "أحمد داوود أوغلو" أستاذ العلوم السياسية ورفيق أردوغان وعبدالله جول، وأحد شركاء البناء الكبير للحزب الحاكم على أنقاض حزب "الرفاة" لنجم الدين أربكان المرشد الروحي للتيار الإسلامي التركي، والذي يعتبر حزب أردوغان نسخته الثانية بعد حل الحزب الأول!

أمريكا ترفض التعليق على الأمر، وتعتبره شأنا داخليا، وألمانيا أكثر صراحة، وأبدت قلقها، وأوروبا تراقب، وشماتة روسية في رحيل "رجل أمريكا" وتعتبر وسائل إعلام روسية أن رحيله سينعكس على مجمل ما يجري في المنطقة من "الحرب" على داعش إلى الحرب في سوريا، إلى الملف الداخلي الأهم، وهو مكافحة الفساد الذي سبب قلقا لأردوغان، وبالتالي يكون أوغلو قد فشل في كل الملفات التي اصطدم فيها مع أردوغان من مكافحة الفساد إلى تشكيل حكومة ائتلافية إلى التهدئة مع مصر..

ورغم أن منصب الرئيس في تركيا لم يزل أقرب إلى كونه موقعا شرفيا إلا أن قوة أردوغان الحقيقية ونفوذه مستمد من الحزب، وبما يشبه إلى حد كبير حالة "الشاطر ومرسي" في تجربة الإخوان في السلطة!

السؤال الآن وحتى نهايات مايو والمؤتمر العام للحزب الحاكم المتحكم في مصير تركيا الآن هو: هل يستسلم أوغلو؟ أم أن دعما من الحزب أو من خارجه قد يأتيه؟ مع ملاحظة الغضب الكبير داخل جهاز المخابرات المشتبك رئيسه مع أردوغان الذي رفض ترشحه في البرلمان، ومعه الجيش التركي الرافض لفكرة تعديل الدستور التي يسعي اليها أردوغان، ليذهب إلى نظام رئاسي ينفرد فيه بالهيمنة على كل تركيا.. الحزب والحكومة والرئاسة والأجهزة المختلفة ليتحول إلى "حاكم بأمره"؟!

الأيام المقبلة ستجيب عن السؤال والذي على أساسه سيتحدد مستقبل تركيا وتبقي المصلحة المصرية في وجود شخص متهور وأرعن ومتعدد الخصومات على قمة بلد يدير المؤامرات تجاهنا، فربما حدثت في لحظة ما شرارة الانقسام ثم الصدام وبعدها أو للدقة عندها يصبح لكل حادث حديث !
الجريدة الرسمية