بالمستندات.. كارثة بيئية تنتظر أهالي «دراو» بأسوان.. جهاز «مفرمة نفايات» داخل المستشفى المركزي..المواطنون ينظمون وقفة احتجاجية ويناشدون السيسي لإنقاذهم.. ومصدر طبي: تؤدي إلى انتشار

 سادت حالة من الغضب بين أهالي مركز دراو بمحافظة أسوان، بسبب الكارثة البيئية التي تهدد حياتهم وتعرضهم للعديد من الأمراض، والتي تتمثل في الموافقة على إنشاء مفرمة نفايات طبية بمستشفى دراو المركزي، في مكان غير مناسب لذلك الغرض، حيث يوجد أمام وحدة الغسيل الكلوي وأقسام الأطفال والباطنة، وتطل على غيرها من أقسام المستشفى، فضلًا عن قربها من منطقة سكنية.

 وحصلت «فيتو» على محضر معاينة تسلّم غرفة جهاز معالجة النفايات الطبية الخطرة، بمستشفى دراو المركزي المحرر يوم 17 فبراير 2016، وينص على أنه تمت المعاينة وتسلّم غرفة لتركيب جهاز معالجة النفايات الطبية الخطرة بمستشفى دراو المركزي، وتم اختيار الغرفة بمعرفة وحدة النفايات، وذلك بواسطة لجنة من مديرية الصحة بأسوان والوحدة الصحية بالمستشفى المركزي والشركة الوطنية للتجهيزات الطبية والإدارة العامة لصحة البيئة.

 وينص محضر المعاينة، على أن أعضاء اللجنة هم كل من الدكتور أسامة المحمدي علي مدير مستشفى دراو المركزي، والدكتور أحمد محمد عمر مدير وحدة النفايات بالمديرية، وحمزة مصطفى قاسم مراقب وحدة النفايات بالمديرية، ووليد صلاح الدين مراقب وحدة النفايات بالمديرية، والسيد عوض مندوب الشركة الوطنية للتجهيزات الطبية، وكمال إسماعيل إبراهيم مراقب الصحة البيئية بوزارة الصحة، وحسين شكري محمود مراقب الصحة البيئية بالوزارة.

وينص المحضر على أن اللجنة اتفقت على تركيب الجهاز بغرفة تقع بجوار غرفة النفايات الحالية على أن يتم فتح الغرفتين، وتكون المساحة الكلية المستخدمة لتركيب الجهاز، وعمل التجهيزات اللازمة لغرفة الجهاز، وهي صب خرسانة مسلحة بكامل مساحة الغرفة على ألا يقل سُمكه عن 30 سم، وتوصيل مصدرَي حرق للغرفة، ومصدرَين للمياه، وتُبطن الغرفة بالسيراميك في الأرضية والحوائط، مع عمل باب عمومي للغرفة لا يقل عرضه عن 160سم بارتفاع 230 سم، عبارة عن باب حديد جرار، وتوصيل مصدر للكهرباء عبارة عن كابل نحاس على أن يترك 4 أمتار بداخل الغرفة وموصل باللوحة العمومية على مفتاح 200 أمبير و35 كيلووات.

كما اتفقت اللجنة من خلال محضر المعاينة على تجهيز غرفة لتخزين النفايات الطبية وتكون مطابقة للاشتراطات، مع عمل مظلة تعلو غرفة الجهاز وغرفة التخزين المؤقتة بطول لا يقل عن 10م، كما يتم بمعرفة المديرية تجهيز ما جاء بمحضر المعاينة ومخاطبة الإدارة العامة للصحة البيئية بالانتهاء من التجهيزات حتى يتسنى إبلاغ الشركة الموردة للبدء في القيام بأعمال التوريد، وفي نهاية المحضر تم التوقيع من جميع أعضاء اللجنة.

وجاء رد فعل أهالي مركز دراو عقب علمهم بتلك الغرفة التي تسبب لهم ضررًا صحيًا كبيرًا، على حد قولهم، أنهم جمعوا توقيعات لتقديمها إلى الرقابة الإدارية والجهات المعنية بالأمر مرفقة مع شكوى بخصوص إنشاء مفرمة نفايات داخل مستشفى دراو أسفل محطة الغسيل الكلوي؛ مما يسبب نقل العدوى وانتشار الأمراض، فضلًا عن قرب المستشفى من المناطق السكنية.

وقرر الأهالي في شكل آخر للتصعيد تنظيم وقفة احتجاجية أمام مستشفى دراو للمطالبة بإلغاء قرار إنشاء المفرمة وإقالة مدير المستشفى، وكان المقرر لها الثلاثاء الماضي، وبتدخل عضو مجلس الشعب عامر الحناوي والجهات الأمنية وبعض العقلاء تمكنوا من احتواء الموقف وإلغاء الوقفة لحين عرض الأمر على المسئولين لاتخاذ الإجراءات اللازمة، واستجاب الأهالي بشكل مؤقت لتأجيلها لحين معرفة نتيجة مخاطبة المسئولين والرد على شكواهم.

وقال أحد أهالي دراو الرافضين لمفرمة النفايات إن إنشاء المفرمة الطبية داخل المستشفى يعتبر بيزنس بين المسئولين والشركة الموردة لتلك الأجهزة، حيث إنه على الرغم من عدم ملاءمة المكان ورفض الأهالي فإن مسئولي الصحة لديهم إصرار على إنشائها دون مراعاة مصلحة المواطن، استكمالًا لمسلسل الإهمال والفساد بمستشفى دراو المركزي.

وفي السياق ذاته قال مصدر طبي بمستشفى دراو المركزي إن إنشاء تلك المفرمة داخل المستشفى يؤدي إلى انتشار العدوى ونقل الأمراض وخاصة أنها أمام محطة الغسيل الكلوي، كما أن المستشفى تقع في منطقة سكنية، موضحًا أنه من خلال المقارنة بمفرمة النفايات الخاصة بمركز مجدي يعقوب، وهو أفضل مركز طبي بالمحافظة اتضح أنها أنشئت في مكان واسع وبعيد عن أقسام المركز والمناطق السكنية حرصًا على صحة المواطنين.

وأضاف في تصريح خاص لـ«فيتو»، "مفرمة دراو خصص لها غرفة داخل المستشفى في مكان محدود تطل عليها العديد من الأقسام التي يعالج فيها المرضى"، مشيرًا إلى تخوف الأهالي من أن تلك المفرمة تستخدم للتخلص من النفايات الطبية لمستشفى كوم أمبو ونصر النوبة نظرًا لقرب المسافات بينهم، مما يضاعف الخطورة التي يتعرض لها المواطنون.

وناشد أهالي دراو رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء ووزير الصحة ومحافظ أسوان، بالتحقيق في الأمر والاهتمام بصحة المواطن، مع إلغاء قرار إنشاء تلك المفرمة بذلك المكان لإنقاذهم من الكارثة المحققة التي تنتظرهم.