رئيس التحرير
عصام كامل

قالوا: إنه يخالف «الحشمة» التي دعا إليها «الإنجيل».. فتنة «البنطلون» تفجر ثورة بنات الكنيسة.. الأزمة كشفت تشدد بعض الكهنة.. والبابا «يمسك العصا» للمنفلتين.. و&#

البابا تواضروس الثانى،
البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية

آثار حديث شنودة منصور أحد كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وشقيق أحد سكرتارية البابا الراحل، عن ملابس الفتيات والسيدات داخل الكنيسة جدلا كبيرا في الأوساط المسيحية خاصة أن التصريحات قد أطلقت عبر الفضائيات.


ساحة المعركة
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة مفتوحة لتحمل انتقادات لاذعة لحديث الكاهن وضيوف حلقة العاشرة مساء والتي خصصت للحديث عن ملابس الفتيات المسيحيات.

دعوة التظاهر
فيما دعا البعض للتظاهر احتجاجا على حديث الكاهن ومطالبة الكنيسة باتخاذ إجراءات رسمية ضده لما طال بنات الكنيسة من حديث، وأيضا باقي الضيوف الذين صدروا أنفسهم للكاميرا كأنهم المتحدثين عن لسان حال الأقباط عمومًا.
وسرعان ما أصدر البابا تواضروس الثاني، قرار رقم 7 لعام 2016 بإيقاف القس شنودة منصور عن جميع الأعمال الكهنوتية لحين انتهاء التحقيقات معه، بمعرفة المجلس الإكليريكي للكهنة، فيما نُسِب إليه، مما جعل الداعين للتظاهر العدول عن موقفهم.

نثق ونحترم بناتنا
كما علق القس بولس حليم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على ما جاء بحلقة العاشرة مساء، قائلًا: «إن ضيوف الحلقة لا يمثلون الكنيسة ولا يتحدثون باسمها ولا يعبرون عن رأيها».

وأضاف حليم في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن ما دار بالحلقة بكاملها لا يعبر عن رأي الكنيسة وما طرح من آراء يخص أصحابه فقط.

وعبّر عن استياء الكنيسة لما ورد بالحلقة من حديث به مساس ببنات الكنيسة اللواتي نثق بهن ونحترمهن ونقدرهن، لافتًا إلى أن التعليمات التي يصدرها بعض الإيبارشيات بخصوص هذا الأمر، تدخل في نطاق العمل الرعوي ولا تعني مطلقًا عدم ثقة الكنيسة في أبنائها.

وأشار إلى أن حال حدوث بعض التجاوزات في المظهر فعلاج هذا الأمر يكون من خلال العمل الرعوي داخل الكنيسة.
الحشمة والغضب
لم يكن الحديث عن الحشمة وملابس الفتايات القبطيات حديثا خلال هذه الأيام، فعقب رحيل البابا شنودة بمدة قليلة، أثار أحد شيوخ المطارنة بالكنيسة القبطية وهو الأنبا بيشوي الأمر حينما طالب الفتيات المسيحيات، بالاقتداء بملابس المسلمات والارتداء من لباس الحشمة، ما أثار غضب عدد من الفتيات، ونظمن وقفة احتجاجية بالكاتدرائية ضد تصريحاته.

أزمة البنطلون
وفى عام 2014 عاود ليجدد الأمر بصورة أخرى حينما أصدر تنبيها على الفتيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 11 عامًا والسيدات بعدم ارتداء «البنطلون»، وأن يرتدين ملابس تتسم بالحشمة والوقار مع عدم وضع مكياج، أثناء تقدمهن للتناول، وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة.

منشور السويس
تزايد الحديث عن الحشمة من قبل رجال الإكليروس والأساقفة مما فتح مجالا للحديث خارج أسوار الكنيسة عن الأمر، فكان الأنبا بموا أسقف السويس وزع نشرة على الكنائس التابعة للإيبارشية، ينص على إلغاء زينة الكنائس في الأفراح "الإكليل" وأن يدفع كل حاجز إكليل غرامة تأخير ضمن رسوم الإكليل، ويستردها عند الالتزام بالموعد المحدد.

وطالب خلاله السيدات بالاحتشام في الملبس خلال حضور المناسبات المختلفة بالكنيسة "وترتدي السيدة حرملة حال دخولها للكنيسة بملابس غير محتشمة"، وخاصة حضور الأفراح، وهذا يسري على "العروس والمدعوات"، مشيرًا إلى أن الكنيسة مقدسة ومجيدة وبلا عيب، ولذا يجب الالتزام بالاحتشام.


تهديد المقبلين على الزواج
زادت وتيرة الحديث عن الحشمة والاحتشام، مستندين إلى الآية « ببيتك يا رب تليق القداسة أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ".

وفى أواخر عام 2015 أصدر المجلس الإكليريكي المحلي بإيبارشية "ملوي" بيانا تحذيريا، لأبناء الكنيسة بحيز الإيبارشية.

وقال المجلس إن هناك الكثير من الشكاوى المتكررة من أبناء الشعب المسيحي، على اختلاف طوائفهم، لما يحدث في ليلة الحنة "قبل الزفاف"، من تجاوزات لا ترضي الله ولا تليق بأبناء الكنيسة.

وأضاف الإكليريكي بملوي: "إن تلك التجاوزات لا تتناسب لبناء بيت جديد من المفروض أن يبدأ بالصلاة وبحلول الرب فيه، وإنما ما يحدث هو العكس، حيث وصلت إلينا تجاوزات مثل شرب الخمور والمخدرات والرقص الخليع مع الـdj".

وحذَّر المجلس بأن الكنيسة ستتخذ إجراءً كنسيا، ممكن أن يصل إلى عدم إتمام المراسم الدينية بالكنيسة للمتجاوزين.

وأهاب المجلس بكل من يتقدم إلى الزواج أن يعرف أن الزواج سر مقدس، تكلم عنه الكتاب المقدس، وقال "هذا السر عظيم" (أف٥:٣٢).

منع مراسم الصلاة
وفى أبريل العام الحالي أصدرت مطرانية قنا بقيادة الأنبا شاروبيم أسقف قنا وقفط، تنويها لأبناء الكنيسة بضرورة الالتزام بالحشمة والوقار حال دخول الكنيسة ابتداء من عيد القيامة 2016، وأيضا حال صلاة "الإكليل" وإلا سيمنع الكاهن من مراسم الصلاة.

وقال التحذير المتداول: « ببيتك يا رب تليق القداسة أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ".

وأضاف أن صلاة الإكليل هي سر مقدس يحل فيها الروح القدس على العروسين ويباركهم ويقدسهم، ويوحدهم، لذلك يجب أن يكونا في وقار وحشمة واستعداد روحي، وتحذر الكنيسة أنه في حالة عدم الالتزام بالحشمة في فستان الفرح سوف يمتنع الكاهن عن صلاة الإكليل، ولذا نرجو الالتزام تماما".

وأكد التحذير عدم السماح لأي من المدعوين للأفراح الدخول للكنيسة بلباس خليع لا يليق ببيت الله.

وأخيرا حديث أحد الكهنة على فضائيات عامة بحضور بعض الأقباط عن الفتايات بصورة رآها الكثيرون إهانة لبنات الكنيسة.
الجريدة الرسمية