رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «الدخان» يغطي قرى بلبيس.. 250 مكمورة فحم تهدد حياة السكان.. انتشار الأمراض الصدرية.. الأطفال حديثو الولادة مهددون بالموت.. والمسئولون «ودن من طين وأخرى من عجين»

فيتو

على مدى 6 ساعات يوميًا تتصاعد أدخنة كثيفة تغطى سماء عدة قرى في بلبيس منها أنشاص الرمل والزوامل والعدلية وغيرها، وتتحول خلالها حياة الأهالي لكابوس، وتتسبب تلك الأدخنة في إصابتهم بالعديد من الأمراض.


أكثر من 250 مكمورهة للفحم تمتد بطول الطرق المؤدية، لها ولم يسلم من أضرارها العاملــون والذين يعرضون حياتهم للخطر من أجل جنيهات قليلة تقيهم شر العوز والحاجة.

انتشار الأمراض

ويقول محمود الشبراوي -مهندس- أحد أهالي أنشاص الرمل، إن معظم الأهالي بالقرية يعانون أمراضًا صدرية بسبب أدخنة مكامير الفحم التي تمتد إلى القرى المجاورة، فيما تكتفي وزارة البيئة والمحافظة بتحرير محاضر، وذلك بهدف جمع الغرامات والاستفادة منها، غير مبالين بما نعانيه بسبب المكامير وما نتعرض له من تلوث وأمراض.

وأضاف ممدوح عبده -فلاح- أن الأمر لم بتوقف على ذلك بل إن الكثير من أصحاب المكامير تعدوا على الأراضى الزراعية وجعلوها مخازن للأخشاب وتصريف مياه الصرف لهذه المكامير إلى الترع والتي تستخدم في الري، وبالتالي إصابة المحاصيل، مؤكدًا أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى للمسئولين ولكن لا حياة لمن تنادي والمسئول «ودن من طين وأخرى من عجين»، على حد قوله.

وأكدت آمال محمد -معلمة- مقيمة بقرية الزوامل، أنه نجلها محمد والذي يبلغ من العمر7 شهور، أصيب منذ عدة أيام بربو مزمن بسبب الدخان المتصاعد من احتراق الأخشاب بمكامير الفحم، وعند الذهاب به إلى الوحدة الصحية بالقرية تبين أنه يحتاج إلى إجراء 6 جلسات يوميا لتوسيع الشعب الهوائية ليستعيد قدرته الطبيعة على التنفس مرة أخرى، مشيرة إلى أن الكثير من أطفال القرية يعانوا من مشكلات صحية وقالت: «حسبي الله ونعم الوكيل في الظلمة».

«مفيش حد سائل فينا»

وتقول الحاجة فتحية ربة منزل: «شقيقي الأكبر توفي منذ عام تقريبا بسبب المكامير كما ولد حفيدي عمار مشوها ومصابا بالتهاب رؤى بسبب الدخان واشتكينا أكثر من ألف مرة ومفيش حد سائل فينا، والله القرية كلها انتخبت الرئيس السيسي وبنحبه ومتأكدين أنه مش هيتخلى عننا زى ما وعدنا وعاوزين صوتنا يوصله عشان ينقذنا من الموت».

فيما أشار محمد نبيل، أحد سكان قرية أنشاص الرمل، إلى أن نجله كريم 5 شهور ولد طبيعيا وبعد أقل من شهر ونصف الشهر من ولادته أصيب باختناق ثم إغماء وتم نقله لأحد المستشفيات بالزقازيق وعقب تماثله للشفاء تعرض مرة أخرى لنفس الإصابة، مؤكدًا أن جميع الأطباء نصحوه ببيع منزله بالقرية لإنقاذ ابنه من الموت، وقال: «أهالي القرية بيعيشوا مأساة حقيقية وكثير منهم بينتظروا الموت في كل ثانية، فعشرات الأطفال مصابون بربو شعبى وحساسية صدرية».

المآسي البشرية
وأضاف نادر السباعي - حلاق - ومقيم بالزوامل، أن المسئولين عن المحافظة لا يسمعون أحدًا ولا يشعرون بما نعانيه ففى كل بيت في قريتنا الصغيرة توجد مأساة بشرية سببها التلوث وفى كل أسرة يوجد مريض بالسرطان أو بالقلب أو بالتشوه أو معاق ذهني أو بأمراض صدرية.

وتابع: «حفيدى عمر والذي لم يكمل بعد 6 شهور لم ينج من الأدخنة السامة فهو يعانى مرضا نادرا في الرئتين، وابنى الغلبان اللي بيعمل في مدينة العاشر من رمضان باع كل اللي وراه واللي قدامه علشان علاجه ومش عارفين نروح لمين ولا نعمل إيه عشان حد يساعدنا في علاج الطفل اللي مالوش زنب وبيدفع ثمن انعدام الضمير وتقاعس المسئولين».

تهديدات بالتصعيد
وطالب الأهالي بتدخل عاجل من رئيس الحكومة وزيري البيئة والصحة ومسئولي محافظة الشرقية، لإزالة مكامير الفحم الموجودة وسط المناطق السكنية والأراضي الزراعية وعمل مسح طبي وبيئي شامل والكشف عن نسب التلوث ونسب الإصابة بالأمراض الناتجة عن تصاعد الأدخنة السامة بالقرى المتضررة، مهددين بالتصعيد في الوقت القريب حال عدم تحقيق مطالبهم.
الجريدة الرسمية