رئيس التحرير
عصام كامل

مصير الشرق الأوسط بعد رحيل أوباما.. الديمقراطيون يسيرون على خطى الرئيس الحالي وترامب يتبنى سياسة الهدم.. خلافات في آليات مواجهة «داعش» والملف النووي الإيراني.. والظلم ينتظر القضية الفلسطينية

باراك أوباما
باراك أوباما

أيام قليلة وتنتهي ولاية الرئيس باراك أوباما لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ويصعد على عرش البيت الأبيض رجل أو امرأة آخرين يملك كل منهم رؤية خاصة لقضايا الشرق الأوسط ولسياسة واشنطن الخارجية في المرحلة المقبلة التي ربما تقلب موازين القوى في المنطقة رأسا على عقب.


وبالرغم من فشل أوباما في تحقيق إنجازات تذكر في الكثير من قضايا الشرق الأوسط كجهود القضاء على داعش وحل الأزمة العراقية إلا أن قضايا أخرى كُتب عليها أن تظل معلقة في البيت الأبيض حتى بعد رحيل أوباما ولا يمكن للرئيس الجديد تجاهلها.

برامج متباينة

تحمل البرامج الانتخابية للمرشحين للرئاسة الأمريكية الكثير من الأمور المثيرة للجدل، وخاصة في الشأن الشرق أوسطي فبعضهم يحمل في صدره كراهية شديدة للعرب والمسلمين كالمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وبعضهم ما زال يخفي وراء برنامجه الكثير من المفاجئات التي ستظهر بعد تنصيبه على عرش البلاد.

تنقسم البرامج حسب موقع "إيست اونلاين" المختص بشئون الشرق الأوسط إلى جانبين، أولهما يضم الديمقراطيين الذين اختاروا تبني سياسة أوباما في التعامل مع الشرق الأوسط ويمثله هيلاري كلينتون وساندرز، وثانيه الجمهوريين الذين أصبح ترامب هو مرشحهم الوحيد عقب انسحاب منافسه الأخير جون كاسيك يوم الأربعاء وهو يسعى بوضوح إلى بدء سياسة جديدة، في التعامل مع الشأن العربي ومحو ما بدأه أوباما.


القضاء على داعش

يعد الطريق الصحيح للقضاء على تنظيم داعش محط جدل واختلاف بين مرشحي منصب الرئيس الأمريكي حيث تستبعد وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون احتمالات التدخل المباشر للقوات العسكرية الأمريكية لمهاجمة مقاتلي التنظيم، وتفضل تكثيف الغارات الجوية على المناطق المتواجد فيها مع تكثيف التدريبات لصالح القوات الكردية والسنية وتفعيل التعاون والتكاتف بين الغرب والعرب للقضاء على هذا التنظيم.

وفي المقابل، تحدث ترامب عن برنامج إرسال 30 ألف جندي أمريكي إلى المناطق المتواجد فيها داعش، وهو الإجراء الوحيد الذي يراه صحيحا للقضاء عليهم وإبادتهم.

نووي إيران
يعد مصير الاتفاق النووي الإيراني أحد أهم اهتمامات القائمين على السياسة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط، ويرى مرشحا الحزب الديمقراطي أهمية دعم الاتفاق المبرم في يوليو الماضي، حيث أكدت كلينتون على وجوب اتخاذ تدابير صارمة وتكثيف المراقبة على إيران لتكون الولايات المتحدة في كامل استعدادها للتدخل العسكري إذا قررت إيران الحصول على الأسلحة النووية.

وعلى النقيض أبدى ترامب تخوفه وانتقاده لهذا الاتفاق، الذي نعته بالرهيب، وعبّر عن سعيه لإعادة التفاوض إذا ما تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

القضية الفلسطينية

وتأتي القضية الفلسطينية في المرتبة الثالثة من حيث الاهتمام لمرشحي الرئاسة الأمريكية، حسب الموقع المهتم بشئون الشرق الأوسط، بعد أن شهدت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل توترًا كبيرًا في فترة إدارة أوباما بعد أن أبدى تضامنًا ظاهريا بالطبع مع القضية الفلسطينية رغم الانتقادات الحادة التي وجهها ضده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

لم يعرب أيا من المرشحين الأمريكيين رفضه لسياسة إسرائيل مع فلسطين وهو ما يفسر حسب الموقع استمرار السياسة الخارجية للولايات المتحدة، في نهجها في ذلك الشأن.

وحسب استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة "جالوب" بشأن تضامن المرشحين مع القضية الفلسطينية، فإن نسب التضامن بلغت 58% بالنسبة للديمقراطيين وتوقفت عند 26% بالنسبة للجمهوريين.

وكانت هيلاري كلينتون أبدت موافقتها على إنشاء دولتين، مؤكدة أنها تدين بشدة ما أسمته "الإرهاب الفلسطيني"، فيما كان دونالد ترامب قد أعلن مسبقا تأييده إنشاء المستوطنات الإسرائيلي في فلسطين، وقال في رسالة بعث بها إلى نتنياهو: أنا أعارض الدعوة إلى تجميد البناء بالمستوطنات كشرط مسبق لإتاحة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين".
الجريدة الرسمية