رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. مأساة بائعة في سوق المرج.. «إيمان»: والدي أجبرني على التسول ومنعني من رؤية والدتي بعد انفصالهما.. شقيقتي لفظت أنفاسها الأخيرة تحت تعذيب أبي وأخي لها.. والمحكمة قضت بسجنهما 10 سنوات

فيتو

عباءة سمراء بسيطة، ووجه كالقمر تحيط به هالة من الشعر الأشقر لتحجب العيون المحملة بالهموم، ذلك هو حال إيمان بائعة السمك في سوق المرج، التي تزين بضاعتها لتسر الزبائن، وخلف تلك الملامح الهادئة تخفي الشابة ذات السبعة عشر ربيعًا، ذكريات أليمة تعجز الجبال عن حملها، فهي إحدى ضحايا التفكك الأسري الذي بات منتشرًا في الفترة الأخيرة.


تجلس بائعة الأسماك بعينين تملؤهما الدموع، وقلبٍ منفطر لتروي قصتها بداية من انفصال والديها، ووصولاً إلى فقدانها شقيقتها الكبرى التي قضت نحبها على أيدي والدها المتجرد من كل معاني الإنسانية.

تفرق الأسرة
بعد تفرق شمل الأسرة، أصر والد إيمان على أخذها للعيش معه لتعاني الفتاة لوعة فراق الأم، ومرارة العيش مع زوجة الأب التي جعلتها "مداسًا قذرًا لها"، كما أجبرها هي وشقيقتها على العمل في بيع الأسماك بسوق المرج، لتعاني الصعاب والشدائد في العالم الذي لا يرحم أحدًا، ليس هذا فحسب، فبعد ساعات العمل الشاقة، كان والدها يسرحها وأختها في الشوارع للتسول في المناطق المجاورة، وإذا فشلت كل واحدة منهن في العودة بـ300 جنيه، يضربها ويهينها ويسحلها بغير رحمة.

وكانت الفتاتان تتسللان سرًا لرؤية والدتهما التي ما لبثت أن تزوجت هي الأخرى برجل آخر، وكان والدهما لا يسمح لهما برؤيتها.

وفي إحدى المرات اكتشف "خالد. س. ف" أخو الفتاتين لوالدهما، ذهاب الشقيقة الكبرى "دنيا" إلى منزل والدتها في الخفاء، وإذا به يبلغ أباه "سيد. ف. ع"، فيذهبان لمنزل والدتها مشحونين بالغضب الأعمى ومتسلحين بالأسلحة البيضاء، ليسحل الوالد فلذة كبده في الشارع دون أن تأخذه بها شفقة أو رحمة.

وواصل الأب قاسي القلب تعذيب ابنته في المنزل، بعد أن كبل قدميها بأسلاك حديدية جعلتها عاجزة عن الحركة، ولم يكتف بذلك بل قام بحلق شعر ابنته زيادة في التنكيل بها، وتجرد من كل معاني الأبوة وجاء بشقيقتها "إيمان" الصغرى، وكبل يديها وقدميها بمساعدة ابنه ليواصلا تعذيب الفتاتين.

قتل بلا رحمة
وعلى مدى أسبوع، واصل تعذيب الشقيقتين لتسقط "دنيا" جثة هامدة، وأخذ الوالد يفكر كيف يخفي الجثة، هل يتخلص من شقيقتها معها لأنها الشاهد الوحيد على فعلته، ولكن قاده تفكيره أن يخفي الفتاة الصغرى في منزل أحد أقاربة لتكون بعيدة عن والدتها ولا تفصح عما حدث لشقيقتها، التي لفظت أنفاسها الأخيرة بين أحضان شقيقتها "إيمان"، وجهز المعدات هو وابنه "خالد" ليدفنا الجثة تحت منزلهما، فلا يعلم أحد بفعلتهما.

ونجحت "إيمان" في الهرب من المنزل الذي تم تهريبها إليه، لتذهب لمنزل والدتها وتخبرها بما حدث لها ولشقيقتها، فتهرول الأم لمنزل طليقها لتجد ابنتها جثة هامدة بعد إبلاغ قسم المرج الذي حرك على الفور قوة أمنية من القسم للوقوف على ملابسات الحادث، وتم إلقاء القبض على والد الفتاة وابنه المساعد له في تنفيذ جريمته الشنيعة، وعند سؤاله في النيابة قال: "قتلتها لأن أخوها كان بيراقبها وروحنا طلعناها من بيت دعارة"، وأذنت النيابة بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، ليتبين بعد ذلك أن الفتاة مازالت عذراء وسبب الوفاة التعذيب، وأنها متوفية منذ أكثر من يوم ونصف.

إيمان تدخل المستشفى
ودخلت بعدها "إيمان" مستشفى المطرية وخرج التقرير الطبي لها بوجود آثار تعذيب في جسدها وحروق ظاهرية أعلى رقبتها وصدرها، فهي أيضًا كانت في عداد الموتى لولا العناية الإلهية.

أخذتها والدتها بعد ذلك لمنزلها لتعوض سنين حرمانها من حنين ورحمة أمها عليها، فتعوض جزءًا من قسوة والدها عليها، وصدر حكم على والدها وشقيقها بالسجن لمدة 10 سنوات جزاء فعلتهما، وترجع بائعة سمك من جديد تأخذك ابتسامتها لحياة جديدة حرة بدون تقييد.
الجريدة الرسمية