فلاسفة المقاهى!
عقب هزيمة يونيو 1967 ظهرت فئة أطلق عليها "جنرالات المقاهى" تتكون من مواطنين من خلفيات ثقافية مختلفة احترفوا وضع الخطط العسكرية الجبارة لهزيمة القوات الإسرائيلية المحتلة في أقل من ست ساعات! وكانوا يمارسون هذه "الفتاوى"الإستراتيجية على أنغام "الشيشة" أو وهم يلعبون الطاولة!
انقضت هذه الأيام كئيبة بحلوها ومرها بعد أن نجحت القوات المسلحة المصرية في تحطيم خط بارليف، والعبور المجيد لقناة السويس، وهزيمة القوات الإسرائيلية هزيمة منكرة!
وهذه الأيام ظهرت من جديد فئة جديدة من المواطنين يمكن أن نطلق عليهم "فلاسفة المقاهى"!
وهم هؤلاء متعلمين كانوا أو أنصاف متعلمين أو جهلة أخذوا – بمناسبة حكاية الجزيرتين- يمارسون الفتوى ويتحدثون بجهالة عميقة عن التاريخ والجغرافيا، ولا بأس أن يثيروا في أحاديثهم التافهة الوثائق، بل إن بعضهم يمكن أن يبرز الخرائط ليدلل على علمه العميق المزعوم!
وعلى فكرة من بين فلاسفة المقاهى بعض مقدمى برامج "التوك شو" من أنصاف المتعلمين الذين يغدق عليهم رجال الأعمال في القنوات الخاصة الملايين من أجل تخريب العقل المصرى.
وقد شاهدت أحدهم يمسك الخرائط وكأنه خبير إستراتيجي، ويناقش موضوعات السيادة والإدارة وكأنه أستاذ في القانون الدولى!
ومما لا شك فيه أن فئة من يمتهنون مهنة المعارضة للمعارضة من النشطاء السياسيين قد نجحوا نجاحا باهرًا في حشد عشرات المواطنين الأبرياء لكى يهتفوا هتافات غوغائية لا يعرفون مضمونها على وجه الدقة!
وبالتالى، يمكن التأكيد على ما قلته بصراحة للرئيس "السيسي" في لقائه مع المثقفين: "إن الإعلام مريض والدولة متخاذلة"!