رئيس التحرير
عصام كامل

فى بريطانيا حبسوا الوزير لكذبه.. وفى مصر اخترناه رئيسًا


حكم القضاء البريطانى بالسجن على وزير الطاقة السابق "كريس هيون" ثمانية أشهر بتهمة تضليل العدالة، وذلك عندما قاد سيارته عام ٢٠٠٣م بسرعة تفوق المقرر، فاعترفت زوجته فى ذلك الوقت بأنها من كانت تقود السيارة حماية لزوجها، حتى لا يحرم من قيادة سيارته كما تقضى القوانين الإنجليزية.


وبعد أن وقع الوزير السابق فى غرام أخرى غير زوجته اعترفت بالحقيقة، وبمواجهته على غرار المتهمين المصريين أمام آلة التعذيب فى أقسام الشرطة انهار واعترف بجريمته، فقضت المحكمة بحبسه ثمانية أشهر، لأنه كذب.

إذن تهمة الكذب فى عرف البريطانيين يقابلها السجن، واختزالا "من يكذب يدخل السجن، وفى مصر من يكذب يصبح رئيسًا، ومن يمعن فى الكذب يتحول إلى مرسى، وليس بالضرورة أن يكون كل كذاب مرسى، أو أن يكون كل مرسى كذابًا، فقد قابلت فى حياتى كثيرين يحملون نفس الاسم، ولكنهم لا يكذبون، وإذا "اتزنقوا" وكذبوا فإنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه الريس مرسى الذى ضبط وهو يكذب بالصوت والصورة ولم يحاكمه أحد.

قد يقول قائل: إن الوزير البريطانى ضلل العدالة، ونقول: إن مرسى ضلل الشعب عندما قال لنا إنه سيكون رئيسًا لكل المصريين، وأصبح رئيسًا لأهله وعشيرته وأولاد جماعته، وضلل الشعب عندما قال لنا: إنه سيستقيل إذا ما طلب منه ذلك، وخرجت الجماهير تنادى "ارحل ارحل"، فكان رده "على جثتى"، مع الاعتذار للفنان أحمد حلمى، وقال: إنه سيكشف عن قتلة أبنائنا فى رفح خلال ساعات، فمضت الشهور دون أن يفعل ذلك.

وقد يقول آخر: إن الوزير البريطانى قاد سيارته بسرعة تفوق المقرر مما يعرضه والآخرين للخطر، ولهؤلاء نقول: إن مرسى يقود البلاد إلى الهاوية، يسقط بها من أعلى جبل المقطم، ويهدد أمن البلاد والعباد بالخطر الأكبر، بل إنه يهدد الأمن القومى للبلاد بزرع الفتن والقلاقل والوقيعة بين فصائل المجتمع.

فى بريطانيا حبسوا من كذب على العدالة، وفى مصر نكرم من يكذب على الله وعلى الشعب، ونحميه ونعين له الحراسات، ونجرى معه الحوارات، وفى بريطانيا يقولون على الوزير بعد حبسه "السجين"، ونحن نقول على من يكذب علينا ليل نهار "الزعيم".. كذابهم سجين، وكذابنا قيصر، وهذا هو الفرق بين الدولة المدنية ودولة محمد مرسى العياط!!
الجريدة الرسمية