رئيس التحرير
عصام كامل

في سيناء.. «ممنوع الأسماك والزواج والملاعق» في رمضان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لرمضان بهجة وتنوع في كل محافظة، نتيجة اختلاف الطقوس والعادات من محافظة لأخرى، وفي سيناء الحبيبة لرمضان طعم مختلف، ففور ثبوت رؤية هلال رمضان ينطلق الجميع لتعليق الزينات والأعلام البيضاء للتعبير عن الفرحة باستقبال الشهر الكريم.


وطوال شهر رمضان يحرص أبناء القبائل البدوية على فتح المقاعد والدواوين للإفطار الجماعي، كنوع من التكافل الاجتماعي، حيث يصطحب كل رجل أطفاله لتعويدهم على ذلك، ولا يبقى في المنزل سوى السيدات والفتيات والشيوخ كبار السن، فيتناول الجميع الإفطار معا، أما الضيف فيكون له اهتمام خاص، حيث تعد له مائدة مستقلة.

ويسبق إعداد الإفطار إشعال النيران والمواقد المتوهجة، حتى يقبل عليها كل من يسير في الشارع، سواء على قدميه أو بسيارته.

ومن عادات الشهر الكريم في سيناء أن تتوقف مراسم الخطبة أو الزواج إلى ما بعد انتهاء الشهر الكريم، كما يتم إيقاف جميع المشكلات، والقضاء العرفي يقف تماما خلال هذا الشهر، فلا نجد إنسانا يرفع دعوى للمجلس القضائي، إلا إذا كانت حادثة قتل فيتم فيها رمي ما يسمي بـ«الوجوه»، ثم تؤجل الجلسة إلى بعد العيد، وتعني ألا يتعرض أحد من أهل المجني عليه لأحد من قبيلة الجاني مراعاة لحرمة الشهر الفضيل.

ولأن شهر رمضان تتنوع فيه الأكلات في كل بقاع الجمهورية، ففي سيناء أيضا هناك طقوس رمضانية خاصة بالأكلات، فالإفطار الرمضاني في هذا الشهر يكون من الفطائر المصنوعة من الدقيق والسمن، والفتة وفوقها الأرز واللوز وحمص الشام واللحم، أما الأسماك فمن الأطعمة التي يتجنبها أهل سيناء في رمضان.

ومن المظاهر التي تراها طوال الشهر الكريم، جلوس الجميع حول الموائد، فتجد كل فرد يجلس في أقل مساحة ممكنة حتى يكون هناك متسع للجميع، في حالة من الود والمحبة، تعكس سماحة الشهر، وستلاحظ أن الجميع يتناولون الطعام باليد اليمني وبدون استخدام ملاعق سوي للضيوف فقط، وأن يتناول كل فرد الطعام من الجهة المقابلة، ولا يمد يده في الجهة المقابلة للذي أمامه، وهم يقتدون في ذلك بالسنة النبوية المطهرة «سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك».

وبعد الإفطار تترك المائدة ولا يرفع عنها الطعام حتى بعد صلاة التراويح، تحسبا لوصول أي ضيف أو عابر سبيل أو مار على الطريق ولم يفطر.
الجريدة الرسمية