شومان: الإسلام يحمي النفس البشرية ويحمل السلام وينبذ التعصب
ألقي الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، محاضرة بجامعة بني سويف حول (المفاهيم المغلوطة التي تروج لها الجماعات المنحرفة).
ونقل شومان، تحيات أحمد الطيب شيخ الأزهر، وسعادته الكاملة بمنحه الدكتوراه الفخرية، والتقدير الذي حظي به من جامعة بني سويف، وامتنانه بهذا التكريم.
وقال: لقد جئت لأؤدي الأمانة التي حملنا الله إياها من أجل حماية أبنائنا وبناتنا، فعلماء الأزهر يعملون من أجل خدمة الدين والمجتمع، فرسالة الأزهر رسالة إنسانية تعمل على خدمة البشرية جمعاء.
وأضاف أن الإسلام دين السلام جاء لحماية النفس البشرية، حاملا مبدأ السلام ونابذا للعنف والتعصب والكراهية، فالإسلام دين الرحمة والسلام لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال كما تصوره بعض الجماعات التي أذهبت أمن الناس وكدرت صفو حياتهم.
وأوضح عباس شومان، أن الجماعات المتطرفة لا تخرج عن كونها إما أذرع استعمارية صنعها أعداء الأمة لإضعاف الإسلام والقضاء على المسلمين إن أمكنهم ذلك، وحتى يستطيعوا خداع الناس زودوهم ببعض المشكلات لإغواء الشباب، فهم يعلمون كيف يملك المسلم عاطفة قوية لدينه حتى ولو لم يكن ملتزما فإنه لا يقبل الخوض في دينه بطريقة مباشرة.
وأكد وكيل الأزهر أن استغلال أعداء الإسلام للسلاح الفكري أمر قديم وليس جديدا فأعداء الأمة صنعوا جماعات كثيرة منها الموجود على الساحة حاليا يرفعون السلاح لإحداث الفتن في بلاد المسلمين، للانقضاض عليهم ولكن هيهات لهم ما بقي الأزهر الشريف فهولهم بالمرصاد.
وعن الفريق الثاني قال وكيل الأزهر إنهم تلك الجماعات التي ترعرعت في بلادنا، ولديها مشكلات مع الدولة، فقاموا باستغلالهم عن طريق استغلال تلك الجماعات لمشكلات الشباب كالبطالة والزواج والطعام والشراب، لاسيما وأن هؤلاء يملكون أموالا لا حصر لهم بها فقويت شوكة تلك الجماعات وكلهم لا علاقة لهم بالإسلام وشريعته.
وأكد وكيل الأزهر أن شريعة الإسلام وما جاء في كتاب الله وسنته التي بين أيدينا وتراث فقهاء الأمة الكل يثبت أن تلك الجماعات لا علاقة لها بديننا، متسائلا: ماذا حققت تلك الجماعات بعد كل الدماء والأموال للإسلام والمسلمين؟ لم يتحقق إلا تشويه صورة الإسلام، وللأسف انتشرت ظاهرة الإسلاموفوبيا وساهم في انتشارها فكر جماعات العنف والأفكار المشوهة، فأحدثوا مضرَّة على الإسلام والمسلمين.
وأكد شومان أن الحق الذي يؤمن به من يدركون مقاصد الشريعة وطبيعة أنظمتها أن الخلافة نظام حكم دنيوي ليس من أساسيات العقيدة التي يجب الإيمان بها، وأنها وإن تعارف عليها السابقون وارتضوها نظاما لحكمهم يحقق مصالحهم ويضبط مسيرتهم ويراقب انتظام الحقوق والواجبات لينتهي الظلم ويسود العدل، إلا أنه نظام غير لازم ولا جامد على صورته الأولى، وأنه متى تراضى الناس على غيره من الأنظمة انتقلوا إليه دون أن يكون في ذلك مخالفة لشريعة الإسلام، فهي تستوعب جميع الأنظمة التي يتعارف عليها الناس في زماننا وما يستجد في أزمنة مقبلة، والعبرة بانتظام الناس على مبادئ شرع الله، ولا يضرهم اسم النظام الذي يحتكمون إليه.
وعن الجهاد قال وكيل الأزهر إنه شرع في الإسلام لدفع الاعتداء وشر المعتدين، فالعدل الرد عليهم بمثل الاعتداء علينا طالما بدأوا بالأمر، معظم الآيات (قاتلوا) وليس ( اقتلوا) هذا هو ديننا عاش الرسول مع اليهود وعقد معهم المعاهدات ولم ينقضها، ووجه النصيحة للطلاب قائلا هذه الجماعات ضالة لا تسعي إلا لجلب الشر لكم انتم ثروة الإسلام لذلك يستهدفونكم كونوا على حذر استمعوا للعلماء فقط.
وأشاد في ختام محاضرته بالدور الذي تقوم به جامعة بني سويف، والتي استطاعت أن تقدم خدمات وبرامج عملية سبقت بها الكثير من الجامعات.
وقال الدكتور أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف: إن الإرهاب لا يمكن مواجهته إلا فكريا، والجامعات عليها دور كبير في هذا الأمر بالتعاون مع الأزهر الشريف، من أجل توعية وحماية الطلاب والطالبات، مشيرا إلى أن الأزهر هو المؤسسة الوحيدة القادرة على تصحيح المفاهيم وحماية الطلاب.
وحذر رئيس جامعة بني سويف من خطورة الإساءة لمؤسسات الدولة، لأن ذلك يؤدي إلى تشكيك الشباب في مؤسساتهم الوطنية، التي تعمل ليل نهار من أجل تقدم الوطن.