رئيس التحرير
عصام كامل

«فنكوش السبورة الذكية في تعليم الجيزة».. 25 مليون جنيه قيمة السبورات المهدرة بمخازن الإدارات التعليمية.. شروط شركة التوريد السبب وراء توقف المشروع.. تركيب 272 سبورة من إجمالي 1963 لعدم التأم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف تقرير صادر عن محافظة الجيزة، عن بيان إجمالي ما تم توريده لمديرية التربية والتعليم بالجيزة من «السبوره الذكية» لمدارس المحافظة مركزيا من قبل وزارة التربية والتعليم من خلال إحدى شركات تصنيع وتوريد الأجهزة الإلكترونية بعد إرساء المناقصة المركزية للوزارة عليها لتوريد "السبورة" لمديريات التربية والتعليم بالجهورية لتوزيعها على المدارس بدلا من التعامل باللوحه الخشبية.


وذكر التقرير الذي حصلت «فيتو» على نسخة منه، أن مديرية التربية والتعليم بالجيزة، حصلت على عدد كبير من تلك الأجهزة، مضافا اليها حوامل التركيب وأجهزة البروجكتور الخاصة بتشغيلها والتي بلغت إجمالي 1963 سبورة تم توزيعها على 14 إدارة تعليمية بالجيزة وهم «إدارة البدرشين، الحوامدية، الدقى، العجوزة، العمرانية، الهرم، كرداسة، الشيخ زايد، الصف، اطفيح، منشأة القناطر، الواحات، وشمال الجيزة، وجنوب الجيزة»، وذلك على أن يتم تركيب تلك السبورات والتعامل معها من قبل الشركة الموردة طبقا للعقد المبرم مع التعليم ولا يحق للمديرية أن تقوم بتركيبها من خلال الفنيين العاملين بالادارات التعليمية.

25 مليون جنيه
وبحسب التقرير فإن إجمالي تكلفة توريد تلك السبورات على الدولة لمديرية التربية والتعليم بالجيزة يبلغ 25 مليونا و519 ألف جنيه، بإجمالي حساب 13 ألف جنيه ثمن السبورة الواحدة، في حين أن المديرية تلقت عرض أسعار من شركة إلكترونيات أخرى لتوريد السبورة الذكية بمبلغ 3 آلاف جنيه وباماكنيات اعلى من السبورة التي تم توريدها علاوة على انها صناعه مصرية بإجمالي 6 ملايين جنيه وبفارق 24 مليونا و500 ألف جنيه عن التي تم توريدها.

وأكد مهندس فني الكترونيات يعمل بأحد إدارات التعليم بالجيزة، أن كفائة السبورة التي تم توريدها منخفضة جدا لاحتوائها على بلازما مما يعطلها لمجرد اللمس بالأيدي، بخلاف التي ورد عنها عرض الأسعار الأخير والتي تستحمل العمل لساعات طويله بكفائة اعلى وتقوم باخفاء الكتابة بعد مرور 10 دقائق في حالة استخدام القلم الخاص بها في الكتابة ومقاومة الصدمات.

شروط التشغيل
وبسبب شرط الشركة الخاص بأنه لا يتم التشغيل إلا من خلال الشركة الموردة، تم إهدار تلك الملايين وإلقائها بمخازن الإدارات التعليمية بسبب تأخر الشركة في تنفيذ التزامها بتركيب السبورات، وبلغ عدد السبورات الملقاة بمخازن الإدارات منذ شهور ولم يتم التعامل معها 943 سبورة بتكلفة تصل إلى 15.5 مليون جنيه.

تعطل العملية التعليمية
لم يقتصر الإهمال من قبل التعليم، وتعنت الشركة في استكمال بنود تعاقدها بالتشغيل إلى إهدار تلك الملايين دون فائدة، بل وصل إلى تعطل العملية التعليمية ببعض الإدارات، حيث قامت الشركة بتركيب 1020 سبورة داخل الفصول على «السبورات الخشبية» الموجوده بالفعل دون تشغيل 748 سبورة منها وهو ما يعيق المعلم من الشرح داخل الفصل بسبب وجود السبورة الذكية اعلى الخشبية غير مشغلة مما جعل معظم المعلمين يعتمدون على نظام الشرح بالتلقين دون استخدام عنصر الرؤية لتوضيح وتوصيل المعلومات للطلاب، واكتفت الشركة بتشغيل 272 سبورة فقط.

عدم التأمين
الغريب في الأمر أنه تم فك عدد من السبورات في بعض الإدارات بعد تركيبها لعدم التأمين، للحفاظ عليها من الطلاب أو سرقتها من داخل المدارس؛ حيث تم رفع 56 سبورة بإدارة الشيخ زايد بعد تركيبها وتشغيلها، و17 سبورة بإدارة الصف التعليمية، و45 بإدارة العمرانية، دون معرفة مصير تلك السبورات وماذا يتم فعله بها بعد استلامها وتشغيلها بشكل فعلى، بالإضافة إلى أن معظم الادارات في المدن لم تقم بتركيب أو إخراج سبورة واحده من المخازن مثل إدارة الواحات، أو إدارة الصف واطفيح ومنشأة القناطر التي لم تقم بتركيب ربع السبورات المورده اليها.

«التعليم» ما باليد حيلة
ومن جانبها، أفادت مديرية التربية والتعليم بالجيزة، بأنها لا تملك حق الاستعانة بفنيين من الإدارات أو من شركات إلكترونية أخرى لتركيب وتشغيل تلك السبورات لاستخدامها في العملية التعليمية، وهو ما يشير إلى استمرار تعطل الدراسة ببعض المدارس وإهدار المال العام داخل مخازن ادارات تعليم الجيزة.

الجريدة الرسمية