مجدي بدران يكشف مخاطر تناول الأسماك المملحة الفاسدة

وأوضح د. مجدي بدران أنه ربما تكون الأسماك منتهية الصلاحية أو غير صحية، نتيجة عدم تركها وقتًا كافيًا لمدة تقل عن ٣٠ يومًا، حيث يغلب الاعتماد على أسماك غير طازجة، مشيرًا إلى أن تركها مكشوفة يلوثها بالأتربة والرصاص والحشرات كالذباب، وعملية تصنيع الأسماك المملحة نفسها تساعد على نمو البكتيريا اللاهوائية. 

ونصح بعدم الإسراف في تناول الأسماك المملحة؛ لأن أي فساد أو تلوث بها لا يستطيع المستهلك اكتشافه بالعين المجردة أو حاسة الشم لأن طبيعة رائحتها النفاذة تغطي على أي روائح، والسمك المشوي أفضل من الفسيخ.

وحذر أيضًا من تناول الأطفال للفسيخ والرنجة لارتفاع نسبة الأملاح فيها واحتمال إصابة الأطفال بالنزلات المعوية أو التسمم، مؤكدا أن الرنجة أقل خطورة من الأسماك المملحة الأخرى لأنها تتعرض للحرارة قبل تناولها، والسموم الموجودة في الفسيخ يبطل مفعولها بتعرض الفسيخ لدرجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة 10 دقائق كالقلي في الزيت، مع تناول السلاطة الغنية بالخس، وشرب عصير الليمون. 

وحدد زميل الجمعية المصرية للحساسية والمناعة الفئات المعرضة لمخاطر الفسيخ، بأنها الأطفال، والحوامل، ومرضى القلب.. موضحًا أن الإسراف في تناول الأسماك المملحة مسئول عن دخول 78% من حالات أزمات القلب الحادة إلى غرف العناية المركزة، ونزيف المخ، ونقص المناعة. 

وكشف أن التسمم الغذائى بالبوتيولاينام خطير وقاتل وينتج من تناول السم المتراكم الناتج عن البكتيريا الكلوستريديام بوتيولينام وهى بكتيريا لاهوائية خطرة جدًا.. وتوجد ليس في الفسيخ فقط بل في كل الأغذية محفوظة خاصة داخل عبوات محكمة الغلق يتم تناولها دون تسخين، وسم البوتيولاينام يقتل الأسماك والطيور في البرك والمستنقعات نتيجة تسلل البكتيريا من أنسجة الحيوانات النافقة، ويكفى ما يعادل 1 ميكروجرام (جزء من مليون جزء من الجرام) لقتل الإنسان، والتركيز السام له 0.005 µg/kg وهو يبين أنه سام حتى في تركيزاته المخففة، وهناك 7 أنواع من هذا السم تعمل بنفس الآلية سواء بالبلع أو الاستنشاق أو عن طريق الجروح، ويصيب هذا السم النهايات العصبية المتصلة بالعضلات الهيكلية بالشلل. 

وأوضح أن التسمم يؤدي إلى حدوث شلل في عضلات الجسم مما يسبب ارتخاءها الجسم وفشل الجهاز التنفسى وشلل الحجاب الحاجز العضلة الرئيسية المسئولة عن التنفس، وتبدأ أعراضه بعد عدة ساعات إلى 36 ساعة من تناول الفسيخ الفاسد، ويبدأ الشلل في عضلات الرأس والعنق ثم يهبط إلى عضلات الجسم تدريجيا حتى يصل إلى القدمين، ويسبب ازدواجًا وصعوبة في الرؤية نتيجة إصابة العضلات المحركة للعين، وصعوبة البلع نتيجة إصابة عضلات البلعوم وجفاف الفم، وصعوبة الكلام، وانخفاض ضغط الدم، ثم يهبط الشلل بسرعة ليشمل عضلات الكتفين ثم الذراعين ثم الجزع ثم الفخذين ثم الساقين ثم القدمين.. وتحدث الوفاة من شلل عضلات التنفس، وهذا السم غير معد، لكنه يصيب كل من يتناوله في كل  الأعمار بنفس الأعراض.