رئيس التحرير
عصام كامل

الأزمة الأمنية.. إلى أين؟ (3)


استكمالا لأسلوب التعامل مع الأزمة الأمنية، قامت النيابة العامة بإصدار بيان تذكّر فيه المواطنين بدورهم فى حفظ الأمن، وفقا لنص المادة 37 من قانون الإجراءات الجنائية، والتى تعطى للمواطن الحق فى أن يقبض على كل من يُضبط متلبسا بارتكاب جناية أو جنحة، وتسليمه إلى أقرب رجل من رجال السلطة العامة دون الحاجة إلى أمر بضبطه، وعلى الرغم من أن هذا الحق مكفول للمواطن منذ الخمسينات، إلا أن قيام النيابة العامة بتفعيله، وتذكير المواطن به، فى هذا التوقيت والمناخ، الذى يشهد إضرابا للشرطة وحالة من الاحتقان والاستقطاب فى الشارع، يثير الشكوك حول الهدف من إصدار هذا البيان فى هذا التوقيت بالذات، كما يثير أيضا المخاوف من توظيفه للقبض على المعارضين والمتظاهرين السلميين.


وبعيدا عن مؤسسات الدولة، أعلن أحد قيادات الحزب الحاكم عن نية الحزب تقديم مشروع قانون لمجلس الشورى يقتضى التوسع فى شركات الحراسة الخاصة، وإعطاءها بعض الامتيازات من بينها الضبطية القضائية، وتقنين استخدام السلاح.

والحقيقة أن هذا الأسلوب الذى تم التعامل به مع الأزمة، قد أعطى غطاء سياسيا وقانونيا، لقيام بعض الحركات والأحزاب الإسلامية خلال الفترة الأخيرة، باتخاذ خطوات قد تبدو كارثية إلى حد كبير، حيث قامت الجماعة الإسلامية بأسيوط بإعلان استعدادها التام لتولى مسئولية الأمن بالمحافظة بعد إضراب أفراد الشرطة، كما قامت جماعة الإخوان المسلمين أيضا، بعد انسحاب الشرطة من أمام مقرها الرئيسى بالمقطم، بالدفع بمجموعة من شباب الجماعة لتأمين المقر.

وقام هؤلاء الشباب بالقبض على ستة مواطنين، وتسليمهم إلى الشرطة فى ظروف قد تبدو غامضة بصورة كبيرة، بالإضافة إلى العديد من التصريحات الأخرى لعدد من قيادات الأحزاب الإسلامية، والتى أعلنت عن نيتها تشكيل لجان شعبية، على غرار ما حدث أثناء الثورة، تعمل كبديل للشرطة، متناسية بذلك أن اللجان الشعبية التى تم تشكيلها أثناء الثورة، أنشئت بشكل عفوى ومؤقت، وفى ظل ظرف طارئ كانت معظم مؤسسات الدولة وقته تنهار.

وبالتالى، وفى ضوء ما سبق الإشارة إليه من ردود فعل التيارات الإسلامية، نجد أنفسنا أمام إشكالية خطيرة، تتعلق بما يمكن أن تؤول إليه تلك الردود من أوضاع كارثية، قد تنتهى بجر مصر إلى النموذج الإيرانى، بعد قيام الثورة، والذى شهد إنشاء ما يُعرف بالحرس الثورى كبديل للأجهزة الأمنية، وانتهى بتعليق المشانق فى الشوارع للمعارضين، كما قد ينتهى أيضا بحالة من الاقتتال الشعبى فى الشوارع على غرار النموذج اللبنانى.

يتبع...
nour_rashwan@hotmail.com
الجريدة الرسمية