رئيس التحرير
عصام كامل

توصيات «منتدى الحوار الوطني للشباب».. استعراض خطة تنمية «الصحة والسكان».. ومناقشة علاقة تطوير التعليم بالأمن القومي.. توصية بإجراء اختبارات قدرات للالتحاق بالكليات.. وشباب يطلبون ت

فيتو

 تواصل وزارة الشباب والرياضة مناقشة توصيات طلاب المعاهد العليا والجامعات المصرية التي خلصت إليها جلسات 61 منتدى حواريًا تم تنفيذها ضمن فعاليات المرحلة الثانية من منتدى الحوار الوطني الذي تنظمه الوزارة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت شعار «بقوة شبابها.. تحيا مصر».


 أهداف المنتدى

 ويهدف المنتدى لفتح قناة اتصال حقيقية بين الدولة والشباب تضمن تبادل الرؤى والتوجهات بشكل حقيقي، وتسليط الضوء على المشكلات والقضايا التي تحظى بأولوية لدى كل فئات الشباب، وإتاحة الفرصة لعرض رؤاهم ومقترحاتهم ومبادراتهم، وتفعيل مشاركتهم في صنع القرار من أجل بلورة صيغة متكاملة لرؤية مشتركة بين الدولة والشباب.

 زيادة السكان
 وشملت المقترحات أفكارًا للحد من زيادة السكان بإصدار بعض التشريعات، مثل رفع سن الزواج، وربط علاوات العمل والإعفاءات الضريبية بعدد الأبناء، بمعنى إعفاء الأسر محدودة الدخل من أنواع معينة من الرسوم والضرائب، أو منحها تأمينًا صحيًا شاملًا، أو الحصول على دعم غذائي مجاني، أو منح الأم التي تبلغ الخمسين مكافأة مالية إذا التزمت بطفلين، وترفع عنها هذه المميزات إذا تجاوزت هذا الشرط‏، وتقديم حوافز للقرى والمدن التي تحقق انضباطًا في وقع الزيادة السكانية عبر خدمات ومشروعات تقام فيها‏، ‏والاستفادة من تطبيق القوانين التي صدرت مؤخرًا، وخاصة قانون الطفل الذي يجرم عمالة الأطفال كأحد المداخل المهمة وغير المباشرة لمواجهة المشكلة السكانية.

 موارد جديدة لزيادة الإنتاج

 أوصى طلاب معهد الدراسات المتطورة بالهرم، ضمن توصياتهم بمحور الصحة والسكان، بالبحث عن موارد جديدة لزيادة الإنتاج، والاهتمام بتوفير فرص العمل للقضاء على الفقر وإنشاء مشروعات صغيرة خاصة في المناطق العشوائية وذات الزيادة السكانية والاستفادة من فكرة بنك القروض المتناهية في الصغر، والاهتمام بالخصائص السكانية وتبني برامج فعالة للتنمية البشرية في محو الأمية والتعليم والصحة لمردودها المباشر على السكان، بجانب تفعيل فكرة التوزيع السكاني من خلال خطط جذب السكان للمناطق الجديدة، وغزو الصحراء، وإعادة النظر في خريطة توزيع السكان.

 الأمية والقضية السكانية
  كما أوصى طلاب معهد الدراسات المتطورة بالهرم بوضع إستراتيجية إعلامية متكاملة تستهدف إقناع الأسر المصرية بثقافة الطفلين فقط، والربط بين القضية السكانية والقضايا الأخرى المتصلة بها مثل الأمية والمساهمة الاقتصادية للمرأة وعمالة الأطفال والتسرب من التعليم، وتنمية الثقافة السكانية والتوعية بمشكلاتها، وعودة القطاع الخاص للمساهمة في حل المشكلة السكانية أصبح ضرورة ملحة ممثلًا في قطاع رجال الأعمال والشركات الكبرى وصولًا إلى المساجد والكنائس والمدارس الريفية وذات الفصل الواحد.

 وضع التعليم على قائمة الأوليات
 وفي مجمل مناقشاتهم لمحاور الأمن القومي وتدريب الشباب والتعليم والإعلام، أوصى طلاب المعهد العالي للهندسة وتكنولوجيا الأقصر، بوضع التعليم على قائمة الأوليات في مفهوم الأمن القومي، والذي لم يعد مقصورًا على حماية الأرض من التهديدات الخارجية، وإتساع المفهوم ليشمل القدرة الشاملة للدولة على حماية معتقداتها وأراضيها ومصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية من التهديدات الخارجية والداخلية، مشيرين أن الأمن القومي تجاوز مفهوم الحماية إلى مفهوم التنمية الشاملة.
كما أكدت نتائج الحوار على أهمية تطوير مناهج التعليم وبالأخص في المراحل الأولى، والاهتمام بالتعليم الفني لأنه هو المدخل الأساسي لتقدم الدولة، وتغيير ثقافة كليات القمة وربط التعليم الجامعي بسوق العمل، وكذا تحديد نظرة مستقبلية لنظام التعليم بمختلف مراحله قائمة على التعلم والابتكار، وليس التعليم القائم على الحفظ والتلقين.

 خطط للتنمية
 وفي محور تدريب الشباب، تتضمنت المقترحات وضع خطط تنمية تتناسب مع المستقبل والاهتمام بمراكز التدريب المختلفة، والتوسع في تنفيذ البرامج التدريبية لتمكين وتأهيل الشباب للقيادة بمختلف المجالات، بينما شملت أبرز توصيات محور الإعلام ضرورة وجود رقابة على وسائل الإعلام وربطها بدور الثقافة المجتمعية، والتأكيد على دور الإعلام في تنمية المجتمع.

 تعميم الثقافة الدينية
 أكد شباب المعهد العالي للتسويق والتجارة ونظم المعلومات ببنها على ضرورة تعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية في جيل الشباب، والتركيز على دور الإعلام والمؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية في تعزيز منظومة القيم والأخلاق، بجانب تعميم الثقافة الدينية باعتبارها منبع القيم الكونية في جميع المؤسسات والتخصصات الجامعية والمعاهد العليا، وحث وسائل الإعلام المختلفة على الاهتمام بذلك والتركيز عليها في جميع البرامج.

 وطالب شباب المعهد بفتح قنوات تواصل بين مؤسسات المجتمع المدني والباحثين والمفكرين والمؤسسات التربوية التعليمية والثقافية والإعلامية بهدف بلورة مشاريع عمل مشتركة هادفة إلى تعزيز القيم الإسلامية، علاوة على الدعوة إلى فتح حوار مؤسساتي لوضع ميثاق للقيم الإنسانية المشتركة ليكون دليلًا ومرجعًا لجميع الشعوب والأمم في عالمنا المعاصر، ومن ثم دعوة قادة الفكر والثقافة والمؤسسات التربوية والإعلامية والثقافية لتبني مبادرة الدليل القيمي الإنساني.

 وأوصوا بضرورة ترسيخ القاعدة الدينية والفكرية الإيمانية لدى الشباب عن طريق المؤسسات التربوية المختلفة كأساس لحماية القيم الأخلاقية وتعزيزها وتفعيل دورها في وقاية المجتمعات الإنسانية من العبثية والعنف والانحلال.

 الفساد الأخلاقي
 وخلال مناقشة محور التعليم، طرح شباب المعهد الفني الصناعي ببنها مشكلات عدة تتمثل في الفساد الأخلاقي المتفشي داخل أروقة المدارس، غياب الضمير في العملية التعليمية، مشكلة الدروس الخصوصية وتأثيرها في الطالب، وتكدس الفصول بالتلاميذ، ومشكلة عدم الاهتمام بالتعليم الفني أسوة بالتعليم الثانوي، ومشكلة المناهج الدراسية وعدم الاستفادة منها عمليًا.

 وأوصى شباب بنها بعمل اختبارات للقدرات للالتحاق بالكليات بهدف القضاء على الدروس الخصوصية، وتدريب المعلم ليكون على دراية كافية بالخبرات العلمية والعملية التي تؤهله لنقل المعرفة والمعلومات المتكاملة للطالب.

 مواكبة التعليم الفني
 وناشد طلاب المعهد الفني الصناعي بأسوان بمواكبة التعليم الفني والتدريب المهني لمتطلبات سوق العمل، وتطبيق نظام تحصيل 50% من النظري كشرط للنجاح، وضرورة توفير التدريب العملي بالمصانع والشركات لصقل مهارات الشباب، وملاءمة المناهج في المؤسسات التعليمية لمواكبة التطور التكنولوجي، وتوفير ورش تدريبية بالمعاهد.

 المناهج وسوق العمل

 كما أوصى شباب أسوان بأن يمنح المعهد درجة البكالوريوس بمد سنوات المعهد إلى 4 سنوات، 2+2 لمن يرغب، وأن يكون النجاح مبنيًا على العملي أكثر من النظري، تطوير المناهج الدراسية لكي تناسب سوق العمل، مع التركيز على حصول الطلاب على التدريب في أثناء الدراسة في المصانع والشركات، مع الاهتمام بجودة التعليم بالمعاهد الفنية، وخلق فرص عمل للشباب محليًا ودوليًا من خلال اتفاقيات مع الجهات المختلفة من رجال الأعمال والشركات والمصانع والقطاع الخاص، بالإضافة إلى إنشاء نُظم لمعلومات سوق العمل محليًا وخارجيًا، وضع الأُطر التشريعية لتحفيز دخول القطاع الخاص في مشروعات التعليم الفني والتدريب المهني وخدمات الاستخدام والاستثمار فيها، ودعم مشروعات تأهيل العمالة للمنافسة على فرص عمل حقيقية بالأسواق الخارجية.

 يذكر أن المرحلة الثانية من منتدى الحوار الوطنى للشباب تتضمن تنفيذ 281 لقاء حواريًا مجتمعيًا على مستوى الإدارات الفرعية بالمحافظات، والتي تستمر حتى منتصف أغسطس المقبل، بالإضافة إلى إقامة 27 منتدى حواريًا في عواصم المحافظات، والتي تستهدف مناقشة التوصيات التي أسفرت عنها منتديات الإدارات الفرعية، للوصول إلى مخرجات التنمية المقرر عرضها بوثيقة نهائية خلال مؤتمر وطني بشرم الشيخ بحضور رئيس الجمهورية سبتمبر المقبل.
الجريدة الرسمية