رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 14


لعبت "الشائعات" وما زالت تلعب دوراً بارزاً فى الساحة السياسية المصرية منذ يوم 25 يناير 2011. هذا بدوره أدى إلى تشتت المواطنين وشعورهم بقلق شديد وخوف من المُستقبل. فخلال طريق الآلام المصري، يؤدى تكرار الشائعات إلى أن يُصبح المواطن غير مُصدق لأغلب الأخبار التى تحمل البُشرى، ويصبح أكثر استعداداً لتصديق كل ما هو مُحبط، وبالذات مع إتيان الشائعات الأولى ثمارها واستقرارها فى وجدانه!!


لقد كان للإخوان كل المصلحة، فى إشاعة جو من الشك والريبة فى نظام مبارك. ولم يبدأ نشر شائعاتهم منذ 25 يناير، ولكن قبل ذلك بكثير، واستخدموا فى سبيل ذلك الإنترنت. وقد بثوا فيها كمًا من الأكاذيب، المُمتزجة مع الحقائق لما عشناه من تردٍ مصحوب بنجاحات لم يتم تسويقها بشكل جيد من قبل النظام السابق، فظهرت سوءاته أكثر من حسناته، وبذا منح الفرصة للإخوان وأتباعهم من المُعارضين الهواة ممن عملوا لمصالحهم أكثر مما عملوا لمصلحة مصر!!

لقد كانت أقوى الشائعات على الإطلاق، تلك المُتعلقة بامتلاك مبارك لـ 70 مليار دولار، وكان من نشر الخبر، هو جريدة الجارديان البريطانية يوم 4 فبراير 2011. ثم أعلنت نفس الصحيفة بعد أن فات الأوان، بأن الخبر كاذب وأنها نقلته من صحيفة "الخبر" الجزائرية، والتى فبركت هذا الخبر، على خلفية الخلاف الكروى بين مصر والجزائر فى أواخر العام 2009. وكأن صحيفة الجارديان تعمل من "تحت بير السلم!!

وقد قال لى أحد الإعلاميين، بأن 30 % من جريدة الجارديان، يمتلكها أمير قطري. إلا أننى لم أستطع أن أصل إلى تلك المعلومة، رغم وجود معلومة تؤكد ارتباط جورج سورس بالصحيفة، وهو الملياردير الذى كان قريبًا من تمويل أحداث هذا "الخريف العربى البائس". وبالتالي، فإن "أخبار بير السلم" ممكن أيضاً أن تصدُر عن تلك الصحيفة، لأن الهدف "الغربي" كان إسقاط مبارك، حيث أصبح يقول "لا" للغرب. أما الإخوان مثلهم فى ذلك مثل أمير قطر الذى غدر بوالده من أجل السلطة؛ فهم يوافقون على أى شىء يُطالبهم به أسيادهم فى لندن أو واشنطن!!

وتنتشر الشائعات منذ وقتها، فى ظل الفوضى والتمثيليات الثورية الرخيصة المُستخدِمة للصور المُفبركة من خلال الفوتوشوب، الذى هو لا شىء غير الكذب البصري، لإقناع المُشاهد نفسياً، بأشياء ليست حقيقية.

وبالطبع، يعمل الإخوان اليوم على نشر الشائعات ضد الجيش المصري، لأن هدفهم من البداية كان إسقاط هذا الجيش، كونه اللاعب الأساس أمامهم، وقد استخدموا وكلاء مدنيين فى سبيل تحقيق ذاك.

ودومًا أؤكد لمن حولى كذب أى كلام ضد الجيش المصرى لأنه مؤسسة وليس فرداً. فمروج تلك الشائعات ضد الجيش إما غبي، يُكرر ما يُساق له من الإخوان، أو أنه إخوانى صريح، مهما قال أو برر!!

إن من قاموا بنشر صور الفوتوشوب المُفبركة، من شباب محروم، يحتاج إلى المال بأية طريقة، ويتسوله، من أى عابر، لأنه جاء من قاع المُجتمع، ليس من حيث الفقر أو الغنى، ولكن من حيث إنه من الصعاليك.. ليس لديهم قضية إلا المال، ولذا فإن هؤلاء المُفبركين ممن كانوا عبيداً لدى الإخوان، سُرعان ما اندحروا واختفوا.. وقريباً سيُحاسبون على كل ما فعلوه فى حق هذا الوطن فى معية أعضاء مكتب إرشاد الإخوان الخونة، حينما ينزل الجيش الشارع، ويحمى مصر منهم، لأنهم جميعاً كاذبون.. وهم أساس نشر الشائعات ضد مبارك، لإسقاط مصر!!

ولكن مصر أبداً، لن تسقط، وهم الساقطون!!
وللحديث بقية ..

والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية